أفادت وكالة أسوشيتد برس بأن وزارة الخارجية الأمريكية سمحت بمغادرة الموظفين غير الأساسيين وأفراد عائلاتهم من سفاراتها في البحرين والكويت. يأتي هذا القرار بالتزامن مع أنباء متضاربة حول أسباب استعداد السفارة الأمريكية في العراق لإخلاء رسمي، حيث تتجاذب الروايتان الرئيسية: إحداهما تشير إلى مخاطر أمنية متصاعدة، بينما الأخرى تؤكد أن السبب يعود إلى خطة لخفض النفقات.
مغادرة الموظفين من سفارات البحرين والكويت: إجراء احترازي؟
وفقًا للتقارير الواردة عن وكالة أسوشيتد برس، جاء قرار وزارة الخارجية الأمريكية بالسماح للموظفين غير الأساسيين وأفراد عائلاتهم بمغادرة سفاراتها في البحرين والكويت. هذه الخطوة تُفسر عادةً كإجراء وقائي أو احترازي في ظل تطورات قد تؤثر على سلامة البعثات الدبلوماسية والعاملين بها.
إخلاء السفارة الأمريكية ببغداد: روايتان متناقضتان
المخاوف الأمنية: تصريحات رويترز ومسؤول عراقي
في سياق متصل، ذكرت شبكة رويترز أن السفارة الأمريكية في العراق تستعد لعملية إخلاء رسمي، مشيرة إلى تصاعد كبير في المخاطر الأمنية بالمنطقة. هذا التأكيد جاء مدعومًا بتصريح لمسؤول أمني عراقي يوم الأربعاء، أكد فيه أن السفارة الأمريكية في بغداد تستعد لإخلاء منظم نتيجة تزايد هذه المخاطر.
خفض النفقات التشغيلية: وجهة نظر “العربية”
على النقيض من الرواية الأمنية، أكدت مصادر خاصة لشبكة العربية أن قرار إخلاء عدد من الموظفين الأجانب العاملين في شركات الدعم اللوجستي داخل السفارة الأمريكية في بغداد لا يرتبط بمخاوف أمنية مباشرة. بل يندرج هذا الإجراء ضمن خطة واسعة لخفض النفقات التشغيلية التي تنفذها وزارة الخارجية الأمريكية في عدد من بعثاتها حول العالم.
وأوضحت المصادر أن الإجراء يأتي في إطار مراجعة شاملة أجرتها الوزارة لتقييم احتياجات السفارات وتكاليف تشغيلها، خاصة في المناطق التي تشهد تحولات سياسية أو اقتصادية. وتشمل هذه السياسة تقليص الاعتماد على العمالة الأجنبية في الخدمات غير الأساسية، بما في ذلك الموظفين القادمين من دول جنوب شرق آسيا، والذين يعملون في مجال الإسناد اللوجستي والخدمات العامة داخل المجمع الدبلوماسي.
التهديدات الإيرانية: هل تزيد من منسوب التوتر؟
تأتي هذه التطورات المتتالية وسط تصريحات حادة من وزير الدفاع الإيراني، عزيز ناصر زاده، الذي أعلن في وقت سابق اليوم أن طهران ستستهدف قواعد أميركية في المنطقة. جاء هذا التهديد في حال فشل المحادثات النووية أو اندلاع صراع مباشر مع واشنطن، مما يزيد من تعقيد المشهد الإقليمي ويلقي بظلاله على أي تحركات دبلوماسية أو أمنية في الشرق الأوسط.