مفاجأة هانبيال القذافي.. أسرار اعتقاله الغامض في لبنان تخرج للعلن
أمر القضاء اللبناني، يوم الجمعة، ١٨ أكتوبر ٢٠٢٤، بإخلاء سبيل هنيبال القذافي، نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، بعد نحو عشر سنوات من احتجازه دون محاكمة، حيث فرض القرار كفالة مالية ضخمة مع منعه من مغادرة البلاد، وهو ما يفتح فصلاً جديدًا في هذه القضية الشائكة.
أصدر المحقق العدلي القاضي زاهر حمادة قراره بالموافقة على إطلاق سراح القذافي مقابل كفالة مالية كبيرة، لكنه اشترط في الوقت ذاته منعه من مغادرة الأراضي اللبنانية حتى إشعار آخر، الأمر الذي يبقي مصيره مرتبطًا بتطورات التحقيقات في ملف اختفاء الإمام موسى الصدر ورفيقيه.
تفاصيل قرار إطلاق سراح هنيبال القذافي وشروطه
اعتبر محامي الدفاع، لوران بايون، أن هذا القرار «غير مقبول قانونيًا» في ظل ما وصفه بالاحتجاز التعسفي لموكله منذ عام ٢٠١٥، مؤكدًا أنه سيطعن في قيمة الكفالة أمام القضاء، وتساءل عن كيفية تمكن موكله من دفع المبلغ بينما يخضع لعقوبات دولية تمنعه من التصرف بأمواله.
البند | القيمة والتفاصيل |
الكفالة المالية المقررة | ١١ مليون دولار أمريكي |
شروط إضافية | منع من مغادرة الأراضي اللبنانية |
خلفيات احتجاز نجل القذافي في لبنان
تعود خلفية القضية إلى ديسمبر عام ٢٠١٥، حين أوقفت السلطات اللبنانية هنيبال القذافي بتهمة كتم معلومات تتعلق بملف اختفاء الإمام الشيعي موسى الصدر ورفيقيه في ليبيا عام ١٩٧٨، وهي قضية بالغة الحساسية لا تزال تلقي بظلالها على العلاقات بين البلدين حتى اليوم.
وكانت منظمات حقوقية قد تدخلت في القضية، حيث طالبت منظمة “هيومن رايتس ووتش” في تقرير لها بالإفراج الفوري عن القذافي، معتبرة أن احتجازه المستمر لسنوات طويلة جاء «استنادًا إلى مزاعم لا أساس لها»، خصوصًا أنه كان طفلًا في الثانية من عمره عند وقوع حادثة الاختفاء.
من هو هنيبال القذافي وما أبرز محطاته؟
يُعرف هنيبال القذافي، البالغ من العمر ٤٩ عامًا، بأنه الابن الرابع للزعيم الليبي الراحل، ورغم عدم توليه مناصب سياسية بارزة، فقد ارتبط اسمه بعدة قضايا دولية مثيرة للجدل، حيث لجأ إلى سوريا بعد سقوط نظام والده عام ٢٠١١، قبل أن يتم استدراجه لاحقًا إلى لبنان حيث تم توقيفه.
طوال فترة حكم والده، برز اسم هنيبال في عدة حوادث دولية أثارت أزمات دبلوماسية، ومن أبرزها:
- في عام ٢٠٠٨، أوقف مع زوجته في سويسرا بتهمة الاعتداء على عاملين، ما تسبب بأزمة حادة بين ليبيا وسويسرا.
- بعد عام ٢٠١١، مُنح حق اللجوء السياسي في سوريا قبل أن ينتقل إلى لبنان في ظروف غامضة.
- في عام ٢٠١٥، أُوقف في لبنان بعد استدراجه من قبل مجموعة على صلة بقضية اختفاء الإمام الصدر.
يسلط قرار إخلاء سبيل هنيبال القذافي الضوء مجددًا على مدى تشابك الملفات السياسية والقضائية بين لبنان وليبيا، فيما يرى مراقبون أن الخطوة قد تمهد الطريق لتسوية مستقبلية، لكنها في الوقت ذاته تثير تساؤلات أعمق حول العدالة وحقوق المحتجزين في القضايا ذات الأبعاد السياسية المعقدة.