كارثة الهجمات السيبرانية على الشركات.. خبير يكشف استراتيجية الدفاع الوحيدة
أكد خبير أمن المعلومات محمود فرج أن شركات الاتصالات تواجه موجة متصاعدة من الهجمات السيبرانية المعقدة، حيث أصبحت هدفًا رئيسيًا للقراصنة نظرًا لامتلاكها بيانات حساسة لملايين المستخدمين، وهو ما يستدعي تبني استراتيجية دفاعية متكاملة تعتمد على التقنيات الاستباقية والذكاء الاصطناعي لحماية بنيتها التحتية الرقمية الحيوية.
تطور الهجمات السيبرانية يتطلب دفاعات ذكية
أوضح فرج أن الهجمات الإلكترونية لم تعد عشوائية بل أصبحت أكثر تطورًا ودقة، حيث يستخدم المهاجمون الذكاء الاصطناعي لتجاوز الأنظمة الدفاعية التقليدية وتنفيذ هجمات انتحال هوية متقدمة، الأمر الذي يفرض على الشركات تطوير مراكز عمليات أمنية (SOC) تعمل على مدار الساعة لرصد الأنشطة المشبوهة والاستجابة لها فورًا.
استراتيجيات الحماية: بين العنصر البشري والحلول التقنية
يمثل الاستثمار في تدريب الكوادر البشرية خط الدفاع الأول ضد أي تهديد رقمي، فالموظف الواعي بالمخاطر الأمنية قادر على اكتشاف محاولات التصيد الاحتيالي مبكرًا، فيما قد تتسبب ثغرة بشرية واحدة في انهيار منظومة الحماية بأكملها على الرغم من قوتها التقنية، وهو ما يؤكد على أهمية هذا الجانب.
ومن بين الوسائل التقنية الفعالة التي تعزز الدفاعات الرقمية، تأتي ضرورة اعتماد تقنيات التشفير المتقدمة لحماية البيانات المنقولة والمخزنة، مع تحديث أنظمة التشغيل والبرامج بشكل دوري لسد الثغرات الأمنية، بالإضافة إلى استخدام حلول النسخ الاحتياطي الذكي لضمان استعادة الخدمات بسرعة بعد أي هجوم محتمل.
مواجهة الهجمات السيبرانية مسؤولية مشتركة
شدد فرج على أهمية التعاون بين شركات الاتصالات والجهات الحكومية المختصة، حيث يساهم تبادل المعلومات حول التهديدات الجديدة وأساليب الاختراق في تعزيز منظومة الحماية الوطنية، مؤكدًا أن «الأمن السيبراني لم يعد رفاهية، بل شرط أساسي لاستمرارية الأنشطة الاقتصادية المعتمدة على التكنولوجيا في العصر الحديث».
وفي ختام حديثه، دعا خبير أمن المعلومات إلى تحقيق توازن دقيق بين سرعة التحول الرقمي ومتطلبات الأمن المعلوماتي، حيث إن بناء الثقة لدى العملاء وضمان استقرار الخدمات لا يقل أهمية عن إطلاق التقنيات الجديدة، وذلك لضمان مستقبل رقمي آمن ومستدام في مواجهة التهديدات المتصاعدة.