جنون الفضة تصل لأعلى مستوى لها منذ 40 عاماً

سجلت أسعار الفضة قفزة تاريخية خلال تعاملات يوم الأربعاء، ١٥ أكتوبر ٢٠٢٥، لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ أربعة عقود، وذلك بدعم مباشر من تجدد التوترات التجارية بين واشنطن وبكين، واستمرار تداعيات الإغلاق الحكومي الأمريكي، بالإضافة إلى تنامي التوقعات بخفض أسعار الفائدة الفيدرالية.

وعلى الصعيد العالمي، واصل المعدن الأبيض ارتفاعه ليبلغ سعر الأوقية نحو ٥٣ دولارًا بعد أن لامس ٥٤ دولارًا في التعاملات المبكرة، وهو أعلى سعر تسجله الفضة بتاريخها الحديث، فيما تجاوز سعر أوقية الذهب أيضًا حاجز ٤٢٠٠ دولار ليحقق رقمًا قياسيًا جديدًا في ظل نقص المعروض بالأسواق.

ارتفاع قياسي في أسعار الفضة عالميًا ومحليًا

وشهدت السوق المحلية في مصر ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار الفضة بالتزامن مع الصعود العالمي، حيث جاءت الأسعار متأثرة بالزيادة في البورصات الدولية، وهو ما انعكس مباشرة على تكلفة المشغولات والسبائك الفضية، الأمر الذي يتابعه المستهلكون والمستثمرون باهتمام كبير خلال الفترة الحالية.

أسباب صعود المعدن الأبيض إلى مستويات تاريخية

ويُعزى هذا الصعود، وفقًا لتقارير إخبارية، إلى تفاقم ظاهرة “الضغط القصير” في سوق لندن بسبب شح السيولة، الأمر الذي أجبر المتعاملين على تغطية مراكزهم البيعية بسرعة، وهو ما دفع الفجوة السعرية مع سوق نيويورك إلى مستويات دفعت البعض لنقل سبائك الفضة جوًا للاستفادة من الفارق.

ويأتي هذا الارتفاع الكبير بالتزامن مع دخول الإغلاق الحكومي الأمريكي أسبوعه الثالث بعد قرار الرئيس دونالد ترامب، حيث أدى تسريح موظفين فيدراليين إلى تعميق الخلافات السياسية، مما يعزز مخاوف الأسواق من تباطؤ اقتصادي يدفع المستثمرين نحو الملاذات الآمنة كالذهب والفضة.

التوترات التجارية تزيد من جاذبية أسعار الفضة

وفي سياق متصل، أبدت الإدارة الأمريكية انفتاحًا حذرًا على التفاوض مع الصين، لكنها وصفت القيود التي فرضتها بكين على صادرات المعادن النادرة بأنها «عقبة رئيسية» أمام الحوار، فيما أثارت الرسوم الصينية الإضافية على السفن الأمريكية مخاوف من عودة الحرب التجارية وتأثيرها على النمو العالمي.