صدمة أسعار الذهب تصل إلى مستوى تاريخي جديد وغير مسبوق

واصلت أسعار الذهب ارتفاعها الملحوظ يوم الأربعاء، مقتربة من مستوياتها القياسية التاريخية، حيث لجأ المستثمرون إلى المعدن الأصفر كملاذ آمن في ظل تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، فيما عززت التوقعات بخفض وشيك لأسعار الفائدة الأمريكية هذا الزخم الصعودي القوي.

في الأسواق العالمية، سجل الذهب ارتفاعًا في المعاملات الفورية بنسبة ١٫٠٩٪ ليصل إلى ٤١٨٦٫٧٣ دولارًا للأونصة، بينما زادت العقود الأمريكية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنسبة ٠٫٨٪ لتبلغ ٤١٩٨٫٣٠ دولارًا، وهو ما يدعم أداء المعدن الذي ارتفع بنحو ٥٥٪ منذ بداية العام ملامسًا مستويات تاريخية.

أسعار الذهب في السوق المصرية اليوم

عوامل رئيسية تدعم صعود المعدن الأصفر

يأتي هذا الصعود مدفوعًا بمزيج من العوامل الرئيسية، أبرزها حالة عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي السائدة عالميًا، والتي تزامنت مع زيادة مشتريات البنوك المركزية من المعدن النفيس، الأمر الذي عزز جاذبيته الاستثمارية كأداة للتحوط في أوقات الاضطرابات، بالإضافة إلى تدفقات قوية من صناديق الاستثمار المتداولة.

وفي سياق متصل، ألمح رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إلى استمرار معاناة سوق العمل الأمريكية، حيث صرح بأن «قرارات معدلات الفائدة ستعتمد على كل اجتماع على حدة» مع الأخذ في الاعتبار ضعف سوق العمل وتواصل التضخم فوق المستوى المستهدف، وهو ما جعل الأسواق تتجه لتوقع خفض وشيك.

توقعات الفائدة والتوترات التجارية تغذي أسعار الذهب

يترقب المستثمرون حاليًا خفضًا محتملًا بمقدار ٢٥ نقطة أساس في الاجتماع المقبل لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، مع إمكانية اتخاذ خطوة مماثلة في شهر ديسمبر، وهو ما يضعف الدولار ويزيد من جاذبية الذهب المقوم به، الأمر الذي يجعله أقل تكلفة للمستثمرين من حاملي العملات الأخرى.

على صعيد آخر، زادت التوترات التجارية من إقبال المستثمرين على المعدن الأصفر، خاصة بعد تأكيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن واشنطن تنظر في تقليص بعض العلاقات التجارية مع الصين، وهو ما يفتح الباب أمام مزيد من الإجراءات الحمائية المتبادلة بين أكبر اقتصادين في العالم ويزيد من حالة عدم اليقين.