صدمة أسعار الذهب تتجه نحو 4200 دولار لأول مرة في التاريخ

سجلت أسعار الذهب قفزات قياسية جديدة في الأسواق المحلية والعالمية خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، حيث وصل سعر الأوقية لمستويات تاريخية غير مسبوقة، ويأتي هذا الارتفاع مدفوعًا بتصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين إلى جانب استمرار حالة عدم اليقين التي تخيم على المشهد الاقتصادي العالمي.

محليًا، شهدت أسعار الذهب زيادة ملحوظة بلغت قيمتها نحو ٥٠ جنيهًا خلال تعاملات اليوم مقارنة بختام الأسبوع الماضي، وهو ما أكده سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، مشيرًا إلى أن جرام الذهب عيار ٢١ الأكثر تداولًا قد لامس مستوى ٥٥٥٠ جنيهًا، الأمر الذي يعكس حجم التحركات السريعة في السوق.

تفاصيل ارتفاع أسعار الذهب في السوق المحلية

وكانت أسعار الذهب قد ارتفعت بالفعل بقيمة ١٠٠ جنيه خلال تعاملات يوم أمس الإثنين وحده، حيث بدأ جرام عيار ٢١ التعاملات عند مستوى ٥٤٠٠ جنيه ليغلقها عند ٥٥٠٠ جنيه، فيما سجلت الأوقية في السوق المحلية ارتفاعًا مماثلًا لتنتقل من ٤٠١٧ دولارًا إلى ٤١١٠ دولارات بنهاية اليوم.

التوترات التجارية تدفع أسعار الذهب العالمية لمستويات قياسية

على الصعيد العالمي، لامست الأوقية مستوى قياسيًا جديدًا مقتربة من ٤١٨٠ دولارًا، وهو ارتفاع عزته ثو لان نغوين، رئيسة قسم أبحاث السلع في كومرتس بنك، إلى تصاعد التوترات بين واشنطن وبكين بعد فرض الصين عقوبات على شركات أمريكية، الأمر الذي يعزز من جاذبية المعدن الأصفر كملاذ آمن للمستثمرين.

وتأتي هذه التطورات قبيل الاجتماع المرتقب بين الرئيسين الأمريكي والصيني على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (APEC)، فيما تجاوزت مكاسب الذهب منذ بداية العام نسبة ٥٧٪، مدعومًا بعمليات شراء ضخمة من البنوك المركزية وتدفقات قوية إلى الصناديق الاستثمارية.

توقعات مستقبلية لأسعار الذهب في ظل الغموض العالمي

يترقب المستثمرون عن كثب كلمة جيروم باول، رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، حيث تشير التوقعات بقوة إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار ٢٥ نقطة أساس في أكتوبر المقبل، مع احتمالية خفض آخر في ديسمبر بنسبة تصل إلى ٩٤٪، وهو ما يضيف زخمًا إضافيًا لأسعار الذهب.

وفي السياق ذاته، رفع محللون في بنوك استثمارية كبرى مثل بنك أوف أمريكا وسوسيتيه جنرال توقعاتهم بأن تصل الأوقية إلى ٥٠٠٠ دولار بحلول عام ٢٠٢٦، بينما يتفاقم القلق في الأسواق بسبب تجدد الحرب التجارية وإعلان الصين قيودًا على تصدير المعادن النادرة وتهديدات ترامب بفرض رسوم جديدة.

ويُضاف إلى حالة عدم اليقين السائدة التطورات السياسية في فرنسا واليابان، فضلًا عن استمرار الإغلاق الحكومي الأمريكي للأسبوع الثالث، وهو ما يدفع الذهب لتحقيق أفضل أداء سنوي له منذ عام ١٩٧٩ وسط تراجع الثقة بالعملات الورقية وزيادة الطلب على الملاذات الآمنة.