رسميًا مؤتمر الإنتربول الثاني يرسم مستقبل العمل الشرطي في الرياض
انطلقت في العاصمة الرياض أعمال المؤتمر الثاني للإنتربول حول مستقبل العمل الشرطي، الذي يُعقد برعاية وزير الداخلية بمقر جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، حيث يجمع الحدث وفودًا أمنية رفيعة المستوى من ٤٠ دولة ومنظمة دولية، بهدف استشراف التحديات الأمنية المستقبلية ومواكبة التحولات التقنية في عالم الجريمة.
أعرب رئيس جامعة نايف الدكتور عبد المجيد البنيان عن تقديره العميق للدعم المقدم لأنشطة الجامعة، مؤكدًا على دورها المحوري كجهاز علمي لمجلس وزراء الداخلية العرب في تطوير الكفاءات الأمنية، وهو ما تعكسه الاعتمادات الأكاديمية الدولية التي حصلت عليها والمناصب القيادية التي يتقلدها خريجوها اليوم.
الإنتربول: الذكاء الاصطناعي يغير مفهوم الجريمة ومواجهتها
من جانبه، أكد رئيس منظمة الإنتربول اللواء الدكتور أحمد الريسي أن العالم يواجه تحولات أمنية كبرى، حيث بات المجرمون يستخدمون الذكاء الاصطناعي والأنظمة الرقمية لتجاوز الحدود التقليدية، الأمر الذي يفرض على أجهزة إنفاذ القانون تطوير استجاباتها بشكل مستمر لمواكبة هذا التطور المتسارع في الجريمة.
وفي هذا السياق، أوضح الريسي أن المنظمة تعمل على تطوير أدوات متقدمة تعتمد على تحليل البيانات الضخمة، بهدف تعزيز قدرات الشرطة عالميًا واستباق الجرائم قبل وقوعها، مشيرًا إلى أن المكتب الإقليمي الجديد في الرياض يمثل خطوة استراتيجية لتعزيز منظومة التعاون الأمني الإقليمي والدولي.
رؤية السعودية ٢٠٣٠ كنموذج لتوظيف التقنية في الأمن
بدوره، أوضح مساعد وزير الداخلية لشؤون التقنية الأمير الدكتور بندر بن عبد الله المشاري أن جامعة نايف تقدم نموذجًا رائدًا للشراكة العلمية، فيما نجحت المملكة بفضل رؤية ٢٠٣٠ في تحقيق قفزات نوعية بتوظيف التقنية في منظوماتها الأمنية، وهو ما يمثل تجربة ملهمة يمكن الاستفادة منها إقليميًا.
كما شدد سموه على أن العمل الأمني المستقبلي يتطلب شفافية في تحليل بيانات الجريمة، مؤكدًا على أهمية «التحالف بين العقل البشري والذكاء الاصطناعي» لتحقيق مستقبل أكثر أمنًا، الأمر الذي يفتح الباب أمام المبتكرين لتقديم حلول تقنية فعّالة ومبتكرة لمواجهة التحديات الأمنية.
أهداف المؤتمر ورسم ملامح مستقبل العمل الشرطي
يهدف المؤتمر إلى تزويد أجهزة إنفاذ القانون بالقدرات اللازمة للتكيف مع المتغيرات العالمية المتسارعة، حيث يركز على استشراف مستقبل العمل الشرطي في ظل التطورات التقنية الحديثة، التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من العمليات الأمنية اليومية، مما يعزز من مكانة المملكة كمركز عالمي للبحث والتطوير الأمني.
وتشمل محاور المؤتمر الرئيسية عدة نقاط جوهرية، من أبرزها:
- استكشاف دور الشرطة المحوري في المدن الذكية والمستقبلية.
- تطوير مفهوم القيادة الأمنية الملهمة لتحقيق الأمن العالمي.
- تصميم إطار كفاءات عالمي لأدوار العمل الشرطي المستقبلي.