عاصمة الدبلوماسية.. أبرز القمم والمؤتمرات التي وضعت شرم الشيخ على الخريطة السياسية العالمية
تحولت مدينة شرم الشيخ على مدار العقود الماضية من مجرد وجهة سياحية عالمية على البحر الأحمر إلى عاصمة للدبلوماسية الإقليمية ومركز محوري لصناعة السلام. استضافت المدينة سلسلة من القمم والمؤتمرات الحاسمة التي تناولت أعقد القضايا في الشرق الأوسط والعالم، مما رسخ مكانتها كـ “مدينة السلام” وجعلها رمزاً للحوار والتعاون الدولي.
شرم الشيخ منصة تاريخية لمفاوضات السلام
شهدت شرم الشيخ انطلاقتها كمركز دبلوماسي مع استضافة قمة صانعي السلام عام 1996، التي كانت أول تجمع دولي لدعم المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين برئاسة مصرية أمريكية مشتركة. جاءت هذه القمة في أعقاب اتفاقيات أوسلو ووادي عربة، بهدف تأكيد الدعم الدولي لعملية السلام وإدانة الإرهاب. وفي عام 1999، احتضنت المدينة توقيع اتفاق “واي 2” بين ياسر عرفات وإيهود باراك لاستكمال الانسحابات الإسرائيلية من الضفة الغربية، رغم أن تنفيذه لم يكتمل لاحقًا. ومع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، عُقدت قمة شرم الشيخ للسلام عام 2000 في محاولة عاجلة لوقف العنف وإعادة الطرفين إلى طاولة المفاوضات.
دور محوري في القضايا العربية والإقليمية
لم يقتصر دور المدينة على القضية الفلسطينية، بل امتد ليشمل الأزمات الإقليمية الكبرى. ففي عام 2003، استضافت قمة عربية طارئة في محاولة دبلوماسية لتجنب غزو العراق وتوحيد الموقف العربي الرافض للحل العسكري. كما شهدت عام 2015 انعقاد القمة العربية التي أقرت مبدأ إنشاء قوة عربية مشتركة لمواجهة التهديدات المتزايدة في اليمن وليبيا وسيناء، مؤكدة على ضرورة تعزيز العمل العربي المشترك للحفاظ على الأمن القومي.
أبرز القمم والمؤتمرات في تاريخ شرم الشيخ
يوضح الجدول التالي أهم المحطات السياسية والاقتصادية التي استضافتها المدينة على مر السنين.
الحدث | العام | أبرز الأهداف والنتائج |
قمة صانعي السلام | 1996 | دعم عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية وإدانة الإرهاب. |
قمة شرم الشيخ للسلام | 2000 | محاولة وقف العنف بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية. |
قمة إنهاء الانتفاضة | 2005 | إعلان رسمي بإنهاء الانتفاضة الثانية والالتزام بخريطة الطريق. |
القمة العربية | 2015 | الموافقة المبدئية على إنشاء قوة عربية مشتركة لمواجهة التحديات. |
مؤتمر المناخ (COP27) | 2022 | إنشاء صندوق “الخسائر والأضرار” لدعم الدول النامية المتضررة مناخياً. |
بوابة مصر للاستثمار والتنمية الاقتصادية
تحولت شرم الشيخ أيضاً إلى وجهة رئيسية للمؤتمرات الاقتصادية العالمية والإقليمية. استضافت المدينة المنتدى الاقتصادي العالمي لمنطقة الشرق الأوسط في 2006 لجذب الاستثمارات، ثم مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري عام 2015 الذي جمع أكثر من 2000 مشارك من 112 دولة لدعم خطة الإصلاح الاقتصادي في مصر. كما أصبحت منصة قارية من خلال استضافة منتدى إفريقيا في نسختي 2016 و2018 والمؤتمر الاقتصادي الإفريقي 2019 لتعزيز التكامل والاستثمار في القارة.
ملتقى عالمي للشباب وقادة المستقبل
أطلقت مصر من شرم الشيخ “منتدى شباب العالم” بداية من عام 2017، ليصبح حدثاً سنوياً بارزاً يجمع آلاف الشباب من مختلف أنحاء العالم لمناقشة القضايا العالمية من منظور شبابي. ركز المنتدى على محاور متنوعة تشمل:
- مكافحة الإرهاب والتطرف.
- التنمية المستدامة وتغير المناخ.
- ريادة الأعمال والتكنولوجيا.
- تعزيز الحوار بين الثقافات وبناء السلام.
وقد حظي المنتدى بإشادة دولية، واعتراف من الجمعية العامة للأمم المتحدة بدوره كمنصة لدعم جهود السلام والتنمية.
احتضان التحديات العالمية من المناخ إلى السياحة
في عام 2022، وضعت شرم الشيخ نفسها في قلب الاهتمام العالمي باستضافة مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (COP27)، الذي شهد مشاركة 190 دولة ونجح في تحقيق إنجاز تاريخي بإنشاء صندوق لتعويض الدول النامية عن الخسائر والأضرار المناخية. وفي عام 2024، استضافت المدينة النسخة الأولى من منتدى السياحة الإفريقية، الذي جمع متخصصين من 35 دولة وأسفر عن توقيع صفقات تجاوزت نصف مليار دولار، مما يعزز مكانة مصر كقائد في قطاع السياحة الإفريقي.