قفزة جديدة.. أسعار الذهب تخترق حاجز 4000 دولار للأونصة وتطور مفاجئ للفضة

قفزت أسعار الفضة لتقترب من أعلى مستوياتها التاريخية، مدفوعة بضغوط غير مسبوقة على البائعين في لندن وتصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. وتزامن هذا الصعود مع تسجيل الذهب ذروة قياسية جديدة، مما يعكس حالة القلق المسيطرة على الأسواق العالمية واللجوء المتزايد إلى الملاذات الآمنة.

التوترات التجارية تدفع أسعار الذهب لمستويات قياسية

سجل سعر الذهب مستوى قياسياً جديداً متجاوزاً 4,060 دولاراً للأونصة، مدعوماً بمجموعة من العوامل التي عززت جاذبيته كملاذ آمن في أوقات عدم اليقين. يستند هذا التقدم القوي إلى تزايد مشتريات البنوك المركزية من المعدن الأصفر، وارتفاع حيازات الصناديق المتداولة، وتوجه مجلس الاحتياطي الفيدرالي نحو تخفيض أسعار الفائدة. كما ساهمت التوترات التجارية المستمرة بين واشنطن وبكين في زيادة الطلب، خاصة بعد تهديدات الرئيس الأمريكي بفرض رسوم جمركية إضافية على السلع الصينية. ورغم اللهجة التصالحية التي ظهرت مؤخراً، يرى محللون أن تقلبات التجارة قد تهدأ لكنها لن تختفي، وهو ما يصب في مصلحة الذهب على المدى الطويل.

نقص المعروض من الفضة في لندن يشعل الأسعار عالمياً

شهدت أسواق لندن ضغطاً تاريخياً على الفضة، مما دفع سعرها للارتفاع بقوة مقترباً من حاجز 51 دولاراً للأونصة. وتعود أسباب أزمة المعروض إلى مخاوف المتعاملين من أن تشمل الرسوم الجمركية الأمريكية المحتملة المعادن الحيوية، وهو ما أدى إلى شح كبير في الإمدادات المتاحة في لندن. وأدى هذا النقص الحاد إلى اتساع الفارق السعري بين بورصة لندن ونيويورك لمستويات غير مسبوقة، مما دفع بعض التجار إلى اتخاذ خطوة نادرة ومكلفة تتمثل في شحن سبائك الفضة جواً عبر المحيط الأطلسي للاستفادة من هذا الفارق الكبير.

تحديث أسعار المعادن الثمينة في التعاملات الفورية

شهدت المعادن الثمينة الرئيسية الأربعة ارتفاعات ملحوظة منذ بداية العام، حيث تراوحت مكاسبها بين 50% و80%، مهيمنة بذلك على أسواق السلع العالمية. ويعود هذا الأداء القوي إلى حالة عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي التي دفعت المستثمرين للبحث عن أصول آمنة للحفاظ على قيمة محافظهم الاستثمارية.

أبرز العوامل المؤثرة على سوق المعادن

تتعدد العوامل التي تساهم في تحديد اتجاه أسعار المعادن الثمينة، ويمكن تلخيص أهمها في النقاط التالية التي يراقبها المستثمرون عن كثب:

• السياسات النقدية للبنوك المركزية: تؤثر قرارات أسعار الفائدة بشكل مباشر على جاذبية المعادن التي لا تدر عائداً.
• التوترات الجيوسياسية والتجارية: تزيد هذه التوترات من الطلب على الأصول التي تُعتبر ملاذاً آمناً مثل الذهب.
• قوة الدولار الأمريكي: توجد علاقة عكسية عادة بين الدولار والذهب، حيث إن ارتفاع الدولار يجعل الذهب أكثر تكلفة لحاملي العملات الأخرى.
• مستويات العرض والطلب الصناعي: تلعب الفضة والبلاتين والبلاديوم دوراً حيوياً في العديد من الصناعات، مما يجعل أسعارها تتأثر بالطلب الصناعي.