جنون أسعار الذهب بعد تسجيل قفزة تاريخية وغير مسبوقة

واصلت أسعار الذهب تحقيق قفزات تاريخية على المستويين المحلي والعالمي، حيث سجلت الأوقية عالميًا مستويات غير مسبوقة متجاوزة حاجز ٤٠٠٠ دولار، الأمر الذي انعكس بقوة على السوق المحلية مدفوعًا بزخم استثماري متنامٍ وتوقعات باستمرار دورة التيسير النقدي في الولايات المتحدة الأمريكية خلال الفترة المقبلة.

قفزة تاريخية في أسعار الذهب محليًا وعالميًا

شهدت الأسواق المحلية ارتفاعًا قياسيًا في أسعار الذهب خلال تعاملات الأسبوع الماضي بنسبة بلغت ٣,٥٪، حيث قفز سعر جرام الذهب عيار ٢١ بقيمة ١٨٠ جنيهًا، إذ افتتح التعاملات عند مستوى ٥٢٢٠ جنيهًا ولامس أعلى نقطة في تاريخه عند ٥٤٥٠ جنيهًا، قبل أن ينهي الأسبوع مستقرًا عند ٥٤٠٠ جنيه.

وعلى الصعيد العالمي، سجلت الأوقية ثامن مكاسبها الأسبوعية على التوالي بصعود بلغت نسبته ٣,٤٪، بعد أن ارتفعت بنحو ١٣١ دولارًا لتبدأ من ٣٨٨٦ دولارًا وتصل إلى ذروة تاريخية عند ٤٠٦٠ دولارًا، فيما أغلقت تعاملات الأسبوع عند مستوى ٤٠١٧ دولارًا، وهو ما يعكس قوة الإقبال على المعدن النفيس.

عوامل دولية تدعم المسار الصاعد للذهب

ساهمت التوترات الجيوسياسية المتصاعدة في تعزيز جاذبية الذهب كملاذ آمن للمستثمرين، خاصة مع حالة عدم اليقين في فرنسا واليابان والجمود السياسي في واشنطن، وهو ما دفع التدفقات المالية بعيدًا عن الأصول الخطرة، وزاد من الطلب العالمي على المعدن الأصفر بشكل ملحوظ.

وجاء هذا الصعود مدعومًا أيضًا بالبيانات الاقتصادية، حيث أدى تراجع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة ٠,٤٣٪ وانخفاض عوائد السندات الأمريكية لأجل ١٠ سنوات، إلى جانب تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي التي لمحت إلى خفض أسعار الفائدة، إلى زيادة جاذبية الذهب الذي لا يدر عائدًا.

سعر الدولار يضيف زخمًا جديدًا في مصر

رصد تقرير متخصص ارتفاع سعر صرف الدولار بالسوق المحلي ليتجاوز حاجز ٤٨ جنيهًا، الأمر الذي من المتوقع أن ينعكس مباشرة على أسعار الذهب مع بداية تعاملات الأسبوع الجديد، مضيفًا ضغوطًا صعودية إضافية على الأسعار في السوق المصرية، التي تتأثر بشكل مباشر بحركة العملة الأجنبية.

وقد أوضح سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، أن حركة السوق تظهر «أن كل ارتفاع بمقدار ١٠ قروش في سعر الدولار يؤدي عادةً إلى زيادة تتراوح بين ٩ إلى ١١ جنيهًا في أسعار الذهب محليًا»، وهو ما يفسر جزءًا من القفزات الأخيرة التي شهدتها السوق.

مستقبل أسعار الذهب في ظل توقعات المؤسسات الكبرى

رفعت مؤسسات مالية عالمية بارزة توقعاتها المستقبلية للمعدن الأصفر، حيث قام بنك جولدمان ساكس بتعديل تقديراته لسعر الأوقية بحلول عام ٢٠٢٦ ليصل إلى ٤٩٠٠ دولار، بدلًا من توقعاته السابقة عند ٤٣٠٠ دولار، مستندًا إلى استمرار الطلب القوي من البنوك المركزية وصناديق الاستثمار.

كما كشف مجلس الذهب العالمي عن تدفقات استثمارية تاريخية لصناديق الذهب المتداولة، والتي بلغت خلال شهر سبتمبر الماضي وحده أكثر من ١٤٥,٦ طنًا بقيمة تتجاوز ١٧,٣ مليار دولار، ورغم أن الحيازات المادية لا تزال أقل من ذروتها، إلا أن هذا الزخم يؤكد استمرار الدعم الأساسي للأسعار.