البحر الأبيض المتوسط، هذا الشريان الحيوي لمنطقتنا، يواجه تحديات بيئية خطيرة تهدد مستقبله. في خطوة مهمة لحماية هذا الكنز الأزرق، شهد اجتماع وزاري رفيع المستوى مناقشات حيوية بمشاركة واسعة من دول المنطقة، مؤكدين على أهمية التعاون لمواجهة الأزمات البيئية الثلاثية التي تواجه المتوسط.
قمة المتوسط: حماية بيئية بجهود دولية
جاء ذلك بمشاركة أنجر أندرسون، المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، وأنييس بانييه روناشيه، وزيرة التحول البيئي والتنوع البيولوجي والغابات والبحار ومصايد الأسماك في فرنسا، وسارة أجيسين مونوز، وزيرة التحول البيئي والتحدي الديموغرافي في إسبانيا، وماشا كوسيبر، وزيرة الدولة لدى رئيس الوزراء بسلوفينيا، إلى جانب عدد من وزراء دول المغرب وإيطاليا وقبرص وكرواتيا ومونتينجرو. هذا التجمع يؤكد على الإرادة المشتركة لوضع حلول مستدامة.
تحديات البحر الأبيض المتوسط: المناخ، التنوع، التلوث
أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة المصرية، أن الاجتماع يتيح فرصة مهمة للوزراء للإعلان عن تدابير وطنية طموحة لحماية البحر الأبيض المتوسط. وشددت على عزمهم الجماعي على معالجة الأزمات الثلاثية التي تواجه المنطقة: وهي تغير المناخ، وتدهور التنوع البيولوجي، والتلوث، مع إيلاء اهتمام خاص لـالتلوث البلاستيكي الذي أصبح يهدد الحياة البحرية.
خمسة عقود من حماية المتوسط: إنجازات وتطلعات
أدارت وزيرة البيئة جلسة محورية ضمن فعاليات الاجتماع تحت عنوان “50 عامًا من برنامج الأمم المتحدة للبيئة – خطة عمل البحر الأبيض المتوسط: قصص نجاح وقيمة مضافة”. وأعربت الدكتورة ياسمين فؤاد عن اعتزازها بإدارة هذه الجلسة التي استعرضت قصص نجاح وركزت على تعزيز التعاون الإقليمي على مدار خمسة عقود من إطلاق خطة عمل البحر المتوسط. الاتفاقية، التي تجمع دولًا متنوعة تحت مظلتها، شهدت العديد من النجاحات، وتناولت الجلسة مناقشة الوزيرة مع الحضور خارطة الطريق لاتفاقية برشلونة.
نحو مستقبل أفضل: مبادرات ومتابعة مستمرة
في سعيها لتعزيز الجهود، وجهت وزيرة البيئة عددًا من التساؤلات للوزراء لشرح المبادرات التي قدموها، سواء كانت عابرة للحدود، أو إقليمية، أو وطنية، في إطار خطة عمل البحر الأبيض المتوسط. كما استفسرت عن أفكارهم حول كيفية البناء على ما تم إنجازه حتى الآن لتعزيز خطة العمل، خاصة في مجالي الرصد والتقييم البيئي.
قصص نجاح ومستقبل المحيطات: أهداف طموحة
طالبت الدكتورة ياسمين فؤاد بعض الوزراء بعرض إنجازاتهم التي حققوها في بلادهم في مجال معالجة التلوث، بما يتماشى مع الحفاظ على التنوع البيولوجي ومواجهة تغير المناخ. كما دعتهم لعرض قصص النجاح التي يمكن أن تساهم في تنفيذ الاتفاق المبرم بشأن حفظ التنوع البيولوجي البحري في المناطق الواقعة خارج الولاية الوطنية واستخدامه المستدام (BBNJ)، بالإضافة إلى دعم هدف (MPA30x30) الطموح، الخاص بـحماية 30% من محيطات العالم بحلول عام 2030.