قفزة تاريخية.. أسعار الذهب تسجل رقمًا غير مسبوق عالميًا | تطور جديد في سعر عيار 21
سجلت أسعار الذهب قفزة تاريخية جديدة لتصل إلى 3,508.50 دولار للأونصة، مواصلة بذلك موجة صعود قوية شهدت ارتفاع قيمة المعدن النفيس بنحو الثلث منذ بداية عام 2025. ويعكس هذا الارتفاع حالة القلق المتزايدة في الأوساط الاقتصادية والسياسية العالمية، مما يدفع المستثمرين للبحث عن ملاذ آمن لأموالهم.
ما هي أسباب ارتفاع أسعار الذهب؟
يقف وراء هذا الصعود القياسي للمعدن الأصفر مجموعة من العوامل المتشابكة التي عززت من جاذبيته كأصل استثماري آمن. يتجه المستثمرون نحو شراء الذهب كملاذ آمن في أوقات الأزمات، مدفوعين بالابتعاد عن الأصول عالية المخاطر مثل الأسهم والعملات. وتتمثل أبرز هذه الأسباب في:
- التوترات التجارية العالمية: أدت الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى اضطراب حركة التجارة الدولية، مما أثار مخاوف من حدوث تباطؤ اقتصادي عالمي عميق.
- توقعات خفض الفائدة الأمريكية: ساهمت التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الفدرالي الأمريكي قد يتجه لخفض أسعار الفائدة في زيادة إقبال المستثمرين على الذهب، حيث أن انخفاض الفائدة يقلل من تكلفة الاحتفاظ بالأصول التي لا تدر عائداً.
- الشكوك حول استقلالية البنوك المركزية: أثارت الانتقادات المتكررة من ترامب لرئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي ومحاولات التدخل في قراراته مخاوف بشأن استقلالية البنك المركزي، مما دفع المزيد من المستثمرين نحو المعدن النفيس.
كيف يؤثر صعود الذهب على المستثمرين العالميين؟
امتدت آثار ارتفاع أسعار الذهب لتشمل الأسواق العالمية، وبشكل خاص الاقتصادات الناشئة مثل الصين والهند، اللتين تعدان من أكبر مستهلكي الذهب في العالم. وعلى عكس المعتاد، لم يؤد ارتفاع الأسعار إلى تراجع الطلب على المجوهرات، بل لوحظ تحول في سلوك المستهلكين الذين اتجهوا بقوة نحو شراء الذهب الاستثماري مثل السبائك والعملات الذهبية. ويرى محللون أن عوامل إضافية مثل الحرب الروسية الأوكرانية وتراجع قيمة الدولار الأمريكي في وقت سابق من العام قد ساهمت أيضًا في جعل الذهب أكثر جاذبية للمستثمرين خارج الولايات المتحدة.
التداعيات الاقتصادية لموجة صعود المعدن الأصفر
رغم أن إقبال المستثمرين على الذهب يعكس ثقتهم في قدرته على الحفاظ على القيمة على المدى الطويل، إلا أنه يكشف في الوقت ذاته عن قلق عميق بشأن مستقبل الاقتصاد العالمي. عادة ما يرتبط صعود أسعار الذهب بتراجع الثقة في الأنظمة المالية والسياسية القائمة. وحذرت كريستين لاغارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي، من أن أي محاولة للتأثير على قرارات السياسة النقدية للبنوك المركزية الكبرى تشكل خطرًا كبيرًا على الاستقرار المالي العالمي. وقد يؤدي استمرار هذا الاتجاه إلى زيادة الضغوط التضخمية وتقليص القوة الشرائية في الدول التي تعتمد على استيراد الذهب، بينما يوفر في المقابل أداة تحوط مهمة للبنوك المركزية والمؤسسات المالية ضد تقلبات أسواق العملات والمخاطر الجيوسياسية.