تحليل غير متوقع.. كيف أصبح محمد صلاح “مشكلة” تؤثر على أداء ليفربول؟
أصبح عدم قيام محمد صلاح بأدواره الدفاعية الكاملة نقطة ضعف واضحة في منظومة ليفربول، مما يخلق ثغرة تكتيكية يستغلها المنافسون الكبار. هذه المشكلة، التي ظهرت بوضوح في الخسارة الأخيرة أمام تشيلسي، لا تقع على عاتق صلاح وحده، بل تكشف عن خلل في التغطية من اللاعبين خلفه، وهو ما يضع المدرب آرني سلوت أمام تحدٍ كبير لإعادة التوازن للفريق.
هل تكتيكات صلاح الدفاعية تكلف ليفربول الكثير؟
يبدو أن المدرب آرني سلوت يمنح محمد صلاح حرية البقاء في الثلث الهجومي وعدم الالتزام بالعودة لمساندة الظهير الأيمن. هذا القرار التكتيكي يهدف إلى إبقاء النجم المصري في وضعية هجومية خطيرة لاستغلال الهجمات المرتدة، وهو الأسلوب الذي جعله أحد أخطر الهدافين في العالم. لكن هذه الاستراتيجية لها ثمن، حيث تترك الظهير الأيمن، سواء كان كونور برادلي أو جيريمي فريمبونغ، في مواقف صعبة أمام تفوق عددي للمنافس. إذا كانت هذه تعليمات واضحة من المدرب، فلا يمكن توجيه اللوم لصلاح، لكنها تظل نقطة ضعف واضحة تحتاج إلى حل.
ثغرة تكتيكية في الجهة اليمنى لليفربول
المشكلة الحقيقية لا تكمن في صلاح بمفرده، بل في كيفية تنظيم الفريق خلفه. عند بقاء صلاح في الأمام، يفترض أن يقوم لاعبو خط الوسط بتقديم الدعم والتغطية السريعة في الجهة اليمنى، وهو ما لا يحدث دائمًا بالشكل المطلوب. عندما يتأخر لاعب وسط مثل أليكسيس ماك أليستر أو ريان جرافينبيرش في التحرك لتغطية المساحة، ينكشف خط الدفاع ويصبح عرضة للهجمات. استغل تشيلسي هذه الثغرة بذكاء عبر تحويل اللعب بسرعة إلى جهته اليسرى، وهو ما أسفر عن هدف الفوز، ومن المرجح أن تحاول الفرق الكبرى الأخرى استغلال نفس نقطة الضعف في المباريات القادمة.
فوضى تكتيكية تهدد استقرار ليفربول
ما يثير القلق بشكل أكبر هو فقدان ليفربول سيطرته على المباريات مقارنة بما كان عليه الفريق في الموسم الماضي تحت قيادة سلوت نفسه. يبدو الفريق حاليًا في حالة من الفوضى، حيث تتحول المباريات إلى إيقاع سريع ومفتوح يمنح المنافسين فرصًا كثيرة كما يمنحها لليفربول. هذا الأسلوب المفتوح كلف الفريق خسارة ثلاث مباريات متتالية وأداءً أقل من المتوقع. تزامن هذا التراجع مع غياب صلاح عن التهديف مؤخرًا، مما سلط الضوء بشكل أكبر على مساهماته الدفاعية المحدودة، رغم أن قدرته على العودة للتسجيل ليست محل شك.
حلول آرني سلوت لإعادة التوازن للفريق
لا يبدو أن ليفربول بحاجة إلى تغيير جذري في أسلوب اللعب، بل إلى استعادة الهدوء والصبر في إدارة المباريات. يمكن التغلب على المشاكل الحالية مع مرور الوقت، خاصة مع اكتمال الجاهزية البدنية للاعبين الذين لم يشاركوا في فترة الإعداد بشكل كامل. بناء التفاهم بين اللاعبين الجدد والقدامى، مثل التنسيق بين صلاح والظهير الأيمن خلفه، سيحتاج إلى بعض الوقت. الخبر الجيد هو أن الفريق لا يزال قريبًا من صدارة الدوري الإنجليزي، مما يمنح سلوت فرصة لمعالجة هذه الثغرات التكتيكية واستعادة التنظيم الذي ميز الفريق سابقًا.