رسميًا القاهرة التاريخية تستعيد مجدها وتودع الإهمال إلى الأبد
يعمل صندوق التنمية الحضرية على تسريع وتيرة العمل في خمس مناطق حيوية بقلب العاصمة، ضمن خطة متكاملة تمتد على مساحة ٨٥٠ فدانًا، وتهدف إلى إحياء العمران التاريخي للقاهرة وإعادتها إلى مكانتها العالمية كواحدة من أجمل مدن العالم بحلول عام ٢٠٣٠.
خطة شاملة لإحياء القاهرة التاريخية
بدأت بالفعل أعمال التطوير في مناطق حيوية مثل درب اللبانة والمحاكم وباب زويلة، حيث يتم تنفيذ المشروعات بشكل تدريجي لتجنب التأثير على حركة المدينة، مع الالتزام الكامل بالحفاظ على الهوية المعمارية والتاريخية لهذه المواقع الفريدة التي تشكل جزءًا أصيلًا من تراث العاصمة.
وتتجاوز جهود التطوير مجرد ترميم الواجهات الأثرية لتشمل إعادة بناء مواقع اندثرت بالكامل، مثل الوكالات القديمة التي كانت تضم محال تجارية وغرفًا فندقية، فيما يواجه الصندوق تحديات في شراء بعض العقارات من الملاك نظرًا لتعدد الورثة الذي وصل في بعض الحالات إلى ١٣٠ وريثًا لعقار واحد.
آليات مبتكرة للتعامل مع السكان والاستثمار
يجري حاليًا تحويل العديد من المناطق التي كانت مهملة إلى وجهات سياحية عالمية الطراز، حيث يقترح الصندوق على السكان تأجير وحداتهم بعد تطويرها وتحسين شبكات المرافق بها، مع توفير بدائل سكنية لائقة لهم في القاهرة الجديدة، وهو ما يضمن لهم تحقيق استفادة مادية مباشرة.
ويستهدف هذا النموذج تلبية تطلعات السائح الأجنبي الذي يبحث عن تجربة ثقافية وتاريخية أصيلة عند زيارته للقاهرة، الأمر الذي يتطلب الحفاظ على الطابع الفريد للمكان، مع رفع جودة الخدمات المقدمة للسياح والمقيمين على حد سواء، بما يعزز التجربة السياحية الشاملة.
تسهيلات غير مسبوقة لتنشيط الاستثمار في تطوير القاهرة التاريخية
في خطوة تهدف إلى تسريع وتيرة التنمية، كشف صندوق التنمية الحضرية عن تأسيس لجنة خاصة لاستخراج التراخيص اللازمة للمستثمرين في مدة لا تتجاوز ١٠ أيام، وهو إجراء يهدف إلى إزالة العوائق البيروقراطية وجذب رؤوس الأموال المحلية والأجنبية للمشاركة في هذه المشروعات التراثية الواعدة.
ولا تقتصر جهود الصندوق على العاصمة فقط، بل تمتد لتشمل مناطق أخرى مثل حلايب وشلاتين، التي شهدت تنفيذ نماذج إسكان تراعي الخصوصية الثقافية والمعمارية لمجتمعاتها، وذلك ضمن رؤية شاملة للتنمية الحضرية المتوازنة التي تتبناها الدولة في جميع أنحاء الجمهورية.