تتويج دولي.. فوز مصر برئاسة اليونسكو ورسالة سياسية تعكس مكانتها وريادتها
في إنجاز دبلوماسي وثقافي كبير، فاز مرشح مصر الدكتور خالد العناني بمنصب مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، بعد حصوله على أغلبية ساحقة من الأصوات. هذا الفوز التاريخي يعكس ثقة المجتمع الدولي في مكانة مصر المتنامية ويؤكد ريادتها على الساحة العالمية في مجالات حماية التراث الإنساني وتعزيز الحوار بين الثقافات.
فوز مرشح مصر بأغلبية ساحقة في انتخابات اليونسكو
حقق الدكتور خالد العناني فوزًا كاسحًا في انتخابات المجلس التنفيذي للمنظمة، حيث حصل على تأييد شبه إجماعي من الدول الأعضاء. وأشارت السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة السابقة، إلى أن هذا التصويت الذي يعد الأول من نوعه في تاريخ اليونسكو يمثل انتصارًا كبيرًا للدولة المصرية، ويعبر عن تقدير العالم لدورها الريادي، كما يتزامن هذا الإنجاز مع احتفالات ذكرى نصر أكتوبر.
المرشح | الدكتور خالد العناني (مصر) |
عدد الأصوات المؤيدة | 55 صوتًا |
إجمالي عدد الأصوات | 57 صوتًا |
الدبلوماسية المصرية تقود الطريق نحو منصب اليونسكو
أكد دبلوماسيون أن هذا الفوز لم يكن وليد الصدفة، بل هو نتاج جهود دبلوماسية مكثفة امتدت لعامين بقيادة وزارة الخارجية. وأوضح السفير علي الحفني، نائب وزير الخارجية السابق، أن هذا النجاح يعود بشكل كبير إلى السياسة الخارجية المتوازنة التي انتهجها الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ عام 2014، والتي عززت علاقات مصر وشراكاتها مع مختلف دول العالم في إفريقيا وأوروبا والوطن العربي، مما مهد الطريق لحشد دعم دولي واسع للمرشح المصري.
تقدير عالمي لمكانة مصر الحضارية ودورها الثقافي
اعتبر السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن انتخاب شخصية مصرية لهذا المنصب الرفيع هو بمثابة تكريم سياسي لمصر وثقلها التاريخي والحضاري. وأضاف أن المجتمع الدولي يدرك أهمية مصر كونها “أم الحضارة” وصاحبة الريادة الثقافية في المنطقة، بالإضافة إلى دورها المحوري كدولة عربية وأفريقية وعضو مؤسس في منظمات دولية كبرى، مما يبرهن على امتلاكها كفاءات قادرة على قيادة المؤسسات الأممية، مثلما حدث سابقًا مع الدكتور بطرس بطرس غالي في الأمم المتحدة.
مهام وتحديات تنتظر المدير المصري لليونسكو
يواجه المدير العام الجديد لليونسكو تحديات كبيرة تتطلب اهتمامًا خاصًا من المنظمة، وعلى رأسها حماية التراث الإنساني من المخاطر. وشدد السفير رخا حسن على أهمية دور المنظمة في مواجهة سرقة وتدمير الآثار في المنطقة، بالإضافة إلى التصدي للممارسات الإسرائيلية في القدس والمسجد الأقصى. ومن المتوقع أن يسهم تولي مصر هذا المنصب في تعزيز صوت دول الشرق الأوسط وأفريقيا داخل المنظمة، والعمل على دفع برامجها الثقافية والعلمية بما يخدم أهداف السلام والتنمية المستدامة.