مفاجأة سعر الذهب يحلق لأرقام تاريخية ويستقر قرب هذا المستوى
حقق الذهب قفزة تاريخية ملامسًا مستوى ٤٬٠٠٠ دولار للأونصة، مدفوعًا باستمرار الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة وتراجع أسهم قطاع التكنولوجيا، وهو ما دفع المستثمرين للبحث بقوة عن ملاذات آمنة، الأمر الذي يعكس حالة عدم اليقين التي تخيم على الأسواق المالية العالمية.
سجل المعدن الأصفر ارتفاعًا ملحوظًا ليبلغ ٣٬٩٩٢٫٢٧ دولارًا للأونصة بعد صعوده بنسبة ٠٫٦٪ بالجلسة السابقة، فيما تجاوزت العقود الآجلة لشهر ديسمبر في نيويورك حاجز ٤٬٠٠٠ دولار لأول مرة، الأمر الذي يؤكد الإقبال المتزايد على الذهب كمخزن أساسي للقيمة في أوقات التقلبات الاقتصادية.
يراقب المستثمرون عن كثب المؤشرات التي قد تدل على وصول موجة التفاؤل المدفوعة بالذكاء الاصطناعي لمستويات مبالغ فيها، خاصة بعد تقارير أشارت لضعف هوامش أرباح “أوراكل” السحابية، حيث يساهم هذا الترقب في تعزيز جاذبية الذهب كبديل استثماري آمن وموثوق.
عوامل متعددة تدفع أسعار الذهب نحو مستويات قياسية
تسبب الإغلاق الحكومي الأمريكي في تأخير صدور بيانات اقتصادية حيوية، مما زاد من حالة الغموض التي تحيط بمسار خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، فيما أضافت الأزمات السياسية في فرنسا والتغيرات القيادية باليابان مزيدًا من الضبابية على المشهد الاقتصادي العالمي.
شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا بأكثر من ٥٠٪ هذا العام مدفوعة بالمتغيرات الجيوسياسية والتجارية العالمية، وهو ما يضعه على مسار تحقيق أكبر مكاسب سنوية له منذ عام ١٩٧٩، الأمر الذي يعكس ثقة المستثمرين المتزايدة فيه كأصل استثماري لا غنى عنه خلال أوقات عدم اليقين.
كانت البنوك المركزية العالمية من بين أبرز المشترين للمعدن النفيس هذا العام، كما أن خفض الفائدة الأمريكية الأخير دفع تدفقات قياسية نحو الصناديق المتداولة المدعومة بالذهب، حيث سجل شهر سبتمبر الماضي أقوى تدفقات شهرية على الإطلاق وفقًا لبيانات مجلس الذهب العالمي.
المعدن النفيس | الحركة السعرية (جلسة سنغافورة الصباحية) |
---|---|
الذهب الفوري | ارتفاع طفيف بنسبة ٠٫١٪ ليصل إلى ٣٬٩٩٠٫٥٣ دولارًا |
الفضة | ارتفاع طفيف بعد خسائر الجلسة السابقة |
البلاتين | استقرار في الأسعار |
البلاديوم | تسجيل ارتفاع ملحوظ |
تأثير السياسات النقدية والتوترات على مستقبل أسعار الذهب
تشكل التوترات الجيوسياسية المتصاعدة في مناطق مختلفة من العالم، لا سيما في الشرق الأوسط وأوروبا، عاملًا رئيسيًا لدعم أسعار المعدن الأصفر، حيث يلجأ المستثمرون إليه كأداة تحوط أساسية ضد المخاطر والصراعات، وهو ما يغذي الطلب العالمي عليه باستمرار ويدعم قيمته.
تعد سياسات البنوك المركزية المتعلقة بأسعار الفائدة وشراء الاحتياطيات من العوامل الحاسمة في تحديد اتجاهات السوق، لأن خفض الفائدة يزيد من جاذبية الذهب الذي لا يدر عائدًا، فيما يؤدي الشراء المؤسسي لكميات ضخمة إلى تعزيز الطلب ودفع أسعار الذهب نحو الأعلى.