جنون سعر الذهب يسجل أعلى قمة في تاريخه بالأسواق العالمية

سجلت أسعار الذهب اليوم الثلاثاء قفزة قياسية جديدة مدفوعة باستمرار حالة عدم اليقين السياسي في الولايات المتحدة، حيث تأتي هذه الموجة الصعودية بالتزامن مع توقعات قوية بخفض أسعار الفائدة الأمريكية خلال هذا الشهر، الأمر الذي يعزز من جاذبية المعدن الأصفر كملاذ آمن في ظل التوجه نحو تيسير السياسة النقدية عالميًا.

تفاصيل ارتفاع أسعار الذهب عالميًا

شهد سعر الذهب في المعاملات الفورية ارتفاعًا بنسبة ٠.٤٪ ليصل إلى ٣٩٧٤.٠٩ دولارًا للأونصة، مقتربًا بذلك من أعلى مستوى تاريخي له على الإطلاق والمسجل سابقًا عند ٣٩٩٩.١٥ دولارًا، وهو ما يعكس ثقة المستثمرين المتزايدة في الذهب كمخزن للقيمة في أوقات التقلبات الاقتصادية الحالية.

فيما صعدت العقود الأمريكية الآجلة للذهب تسليم شهر ديسمبر بنسبة بلغت ٠.٥٪ لتصل إلى ٣٩٩٦.٤٠ دولارًا، حيث يشير هذا الصعود المتزامن في الأسواق الفورية والآجلة إلى تفاؤل واسع بشأن مستقبل أسعار المعدن الثمين على المدى القريب، مدفوعًا بالعوامل الجيوسياسية والنقدية المؤثرة.

تأثير الأوضاع السياسية وتوقعات الفائدة

يأتي هذا الصعود القوي في وقت تلقي فيه الأزمة السياسية بين مجلسي النواب والشيوخ بظلالها على الأسواق الأمريكية، مما يتسبب في حالة من عدم الاستقرار تدفع المستثمرين نحو الأصول الآمنة، فيما يعتبر إغلاق الحكومة أحد أبرز المحفزات التي غذت هذا الارتفاع الملحوظ مؤخرًا.

تتجه الأنظار أيضًا نحو السياسة النقدية، حيث إن العلاقة العكسية بين أسعار الفائدة والذهب تلعب دورًا حاسمًا، فارتفاع توقعات خفض الفائدة يزيد من جاذبية المعدن الذي لا يدر عائدًا، ويقلل من تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ به مقارنة بالسندات أو الودائع البنكية.

لماذا يظل الاستثمار في أسعار الذهب خيارًا آمنًا؟

يواصل الذهب دوره كخيار استثماري استراتيجي في أوقات الضبابية الاقتصادية والجيوسياسية، حيث يوفر للمستثمرين وسيلة فعالة لحماية ثرواتهم من التضخم وتقلبات الأسواق المالية، وهو ما يجعله مكونًا أساسيًا في المحافظ الاستثمارية المتوازنة التي تسعى لتقليل المخاطر.