صدمة سعر الذهب ارتفاع تاريخي والأوقية تقترب من 4000 دولار

سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا قياسيًا جديدًا خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، مدفوعة بتوقعات قوية لخفض أسعار الفائدة الأمريكية واستمرار حالة الجمود السياسي في واشنطن، والذي تسبب في إغلاق جزئي للحكومة الفيدرالية، الأمر الذي عزز جاذبية المعدن النفيس كملاذ آمن للمستثمرين في الأسواق العالمية.

تفاصيل سعر الذهب والمؤشرات الفورية

صعد الذهب في التعاملات الفورية بنسبة وصلت إلى ٠.٤٪ ليسجل ٣٩٧٤.٠٩ دولاراً للأونصة، حيث اقترب بذلك من قمته التاريخية التي لامسها في وقت سابق من الجلسة عند ٣٩٩٩.١٥ دولاراً، وهو ما يعكس قوة الزخم الشرائي الذي يشهده المعدن الأصفر حاليًا في البورصات العالمية.

ويرى محللون أن الدعم الرئيسي للأسعار يأتي من عوامل متعددة، حيث أوضح كيلفن وونغ، كبير محللي السوق، أن «استمرار التوقعات بخفض أسعار الفائدة في أكتوبر وديسمبر بنسبة تتجاوز ٨٠٪ يمثل دعماً رئيسياً للذهب»، فيما يزيد الإغلاق الحكومي الأمريكي من حالة عدم اليقين ويدفع المستثمرين للتحوط.

وتشير البيانات الصادرة عن أداة “فيد ووتش” التابعة لمجموعة CME إلى أن الأسواق تتوقع خفضاً إضافياً للفائدة بمقدار ٢٥ نقطة أساس، وذلك باحتمالية تبلغ ٩٣٪ في اجتماع أكتوبر، وبنسبة ٨٢٪ في اجتماع ديسمبر المقبل، وهو ما يقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن الذي لا يدر عائداً.

الأسباب الرئيسية وراء ارتفاع أسعار الذهب

قفزت أسعار الذهب منذ بداية العام الجاري بنحو ٥١٪، مدعومة بشكل أساسي بعمليات شراء مكثفة من قبل البنوك المركزية حول العالم، إلى جانب ارتفاع الطلب الملحوظ على صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالذهب، وتراجع الدولار الأمريكي الذي يجعل المعدن أقل تكلفة لحاملي العملات الأخرى.

كما أن تزايد إقبال المستثمرين الأفراد الباحثين عن ملاذ آمن يمثل عاملًا جوهريًا، حيث تأتي هذه التحركات في ظل التوترات التجارية والجيوسياسية المتصاعدة عالميًا، والتي تدفع نحو الأصول الآمنة وعلى رأسها الذهب، وهو ما يفسر الارتفاعات المتتالية التي شهدتها الأسعار خلال الأشهر الماضية.

توقعات جولدمان ساكس وأداء المعادن الأخرى

في سياق متصل، رفع بنك جولدمان ساكس توقعاته المستقبلية لسعر أونصة الذهب في ديسمبر ٢٠٢٦، حيث يتوقع الآن أن يصل السعر إلى ٤٩٠٠ دولار بدلاً من ٤٣٠٠ دولار في تقديراته السابقة، مرجعًا ذلك إلى استمرار التدفقات القوية من الصناديق الغربية ومشتريات البنوك المركزية الداعمة للسوق.

وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، فقد شهد أداؤها تباينًا نسبيًا خلال تعاملات اليوم، حيث استقرت الفضة بينما سجل كل من البلاتين والبلاديوم ارتفاعات طفيفة، وهو ما يوضح تركيز المستثمرين بشكل أكبر على الذهب كأداة تحوط أساسية.