كواليس القرار التاريخي.. تركي الفيصل يكشف سر الارتباك الأمريكي والحسم السعودي في معركة بترول 1973

كشف الأمير تركي الفيصل في حديث سابق له عن تفاصيل الموقف السعودي التاريخي بقطع إمدادات النفط خلال حرب أكتوبر 1973، موضحاً أن القرار الذي اتخذه والده الملك فيصل بن عبد العزيز كان خطوة مدروسة بعناية للضغط على الولايات المتحدة والغرب، وجاء بعد تحذيرات استمرت لسنوات، على عكس قرار سابق مشابه اعتبره الملك “انفعالياً”.

تفاصيل قرار سلاح النفط في حرب أكتوبر

أوضح الأمير تركي الفيصل أن والده الملك فيصل بدأ قبل ثلاث سنوات من حرب 1973 في مطالبة الولايات المتحدة باتخاذ خطوات جادة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وفقاً لقرارات الأمم المتحدة. وكان الملك فيصل يخاطب الإدارة الأمريكية مباشرة وعبر وسائل الإعلام، مؤكداً أن زيادة إنتاج البترول السعودي مرتبطة بمعالجة القضايا العربية العالقة وفي مقدمتها الاحتلال. وعندما بدأت أمريكا بتقديم مساعدات عسكرية لتعويض خسائر إسرائيل في بداية الحرب، أصبح الوقت مناسباً لتفعيل سلاح النفط كوسيلة ضغط حقيقية.

حظر النفط السعودي سياسة مدروسة ومتدرجة

لم يكن قرار قطع النفط عن أمريكا وهولندا والبرتغال قراراً مطلقاً، بل تم تنفيذه بشكل تدريجي ومدروس. وأشار الأمير تركي إلى أن الحظر بدأ بتخفيض الإنتاج بنسبة 5% ثم زادت النسبة إلى 10%. وكان الهدف الأساسي من هذه السياسة هو إيصال رسالة واضحة للغرب والتأثير على مواقفه دون إحداث فوضى كاملة. وتوقف الحظر بعد أن حصل الملك فيصل على وعد من الرئيس الأمريكي آنذاك ريتشارد نيكسون بالعمل على إيجاد حل عادل وشامل في الشرق الأوسط، وهو ما تبعته رحلات وزير الخارجية هنري كيسنجر المكوكية إلى المنطقة.

موقف الملك فيصل من حظر البترول بعد هزيمة 67

كشف الأمير تركي أن قرار قطع النفط الذي اتُخذ عام 1973 يختلف جذرياً عن قرار مشابه تم اتخاذه بعد حرب عام 1967. فبعد هزيمة 67، قرر وزراء المالية والاقتصاد العرب في بغداد قطع البترول، ورغم مشاركة السعودية في القرار الذي استمر شهرين، لم يكن الملك فيصل راضياً عنه واعتبره قراراً انفعالياً وغير مدروس. وبدلاً من ذلك، وفي مؤتمر الخرطوم، اقترح الملك فيصل أن تقدم الدول النفطية دعماً مالياً مباشراً للدول التي تضررت في الحرب وهي مصر وسوريا والأردن، بهدف مساعدتها على النهوض من جديد.

هذا الدعم المالي أعطى الدول المتضررة القدرة على الصمود والثقة لتحدي الاحتلال، وفي ذلك المؤتمر صدرت القرارات العربية الشهيرة المعروفة باللاءات الثلاث.

• لا مفاوضات مع إسرائيل
• لا اعتراف بإسرائيل
• لا إنهاء لحالة الحرب