تحول عالمي ضخم.. “معلومات الوزراء”: الطاقة الشمسية تسجل أرقامًا قياسية جديدة

سجلت دول “البريكس” تحولًا تاريخيًا في قطاع الطاقة النظيفة، حيث أصبحت مسؤولة عن إنتاج أكثر من نصف الكهرباء المولدة من الطاقة الشمسية على مستوى العالم في عام 2024. ويأتي هذا التطور المذهل بقيادة الصين التي تواصل هيمنتها على الأسواق العالمية، مما يعكس تغيرًا جذريًا في خريطة الطاقة العالمية التي كانت فيها حصة هذه الدول لا تتجاوز 15% قبل عقد من الزمن.

دول البريكس تقود ثورة الطاقة الشمسية عالميًا

أظهرت تقارير حديثة صادرة عن مركز “إمبر” لأبحاث الطاقة النظيفة أن مجموعة دول “البريكس” باتت تنتج مجتمعة 51% من إجمالي الكهرباء الشمسية في العالم. وقادت الصين هذا التحول بزيادة حصتها منفردة إلى 39% من الإنتاج العالمي، تليها الهند بنسبة 6.3% ثم البرازيل بحصة بلغت 3.5%. وشهدت هذه الدول نموًا استثنائيًا في قدراتها الإنتاجية للطاقة المتجددة، مما جعلها تتفوق على العديد من الدول المتقدمة في هذا المجال الحيوي.

الصين تهيمن على سوق إنتاج وتصدير الألواح الشمسية

واصلت الصين تعزيز ريادتها العالمية في قطاع الطاقة الشمسية خلال عام 2025، حيث أضافت 98 تيراواط/ساعة من الكهرباء الشمسية في الأشهر الأربعة الأولى من العام وحده بزيادة 42% عن العام السابق. ولم تقتصر هيمنة الصين على الإنتاج فقط بل امتدت لتشمل سلاسل الإمداد العالمية، حيث أنتجت في عام 2023 نحو 98% من رقائق السيليكون و92% من الخلايا و85% من الألواح الشمسية عالميًا. كما شهدت صادراتها تحولًا كبيرًا بارتفاع صادرات الخلايا والرقائق، مما ساهم في خفض أسعار منتجات الطاقة الشمسية بشكل كبير على مستوى العالم.

الطاقة الشمسية تتصدر مصادر الكهرباء في أوروبا لأول مرة

في تطور لافت، أصبحت الطاقة الشمسية المصدر الأول لتوليد الكهرباء في الاتحاد الأوروبي خلال شهر يونيو 2025، متجاوزة الطاقة النووية لأول مرة في تاريخ القارة. وقد أسهمت الطاقة الشمسية بنسبة 22.1% من إجمالي الكهرباء المولدة، تلتها الطاقة النووية بنسبة 21.8% ثم طاقة الرياح بنسبة 15.8%. وتزامن هذا الإنجاز مع تراجع تاريخي للاعتماد على الفحم، الذي انخفضت حصته إلى 6.1% فقط، وسجلت دول مثل ألمانيا وبولندا أدنى مستويات إنتاج له على الإطلاق.

أفريقيا تشهد طفرة غير مسبوقة في واردات الطاقة الشمسية

تشهد القارة الأفريقية تحولًا متسارعًا نحو الطاقة النظيفة، حيث قفزت واردات الألواح الشمسية من الصين بنسبة 60% خلال الاثني عشر شهرًا المنتهية في يونيو 2025. ويعكس هذا النمو توجهًا قويًا لدى الدول الأفريقية لتعزيز أمن الطاقة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري المكلف. وتُعد هذه الواردات عاملًا أساسيًا في توفير كهرباء موثوقة ونظيفة للمجتمعات، كما تساهم في دفع النمو الاقتصادي. وتستعد مصر لتعزيز هذا التوجه عبر ثلاثة مشروعات ضخمة لإنتاج الألواح الشمسية محليًا وهي:

• مشروع “إيليت سولار” بطاقة إنتاجية تبلغ 3 جيجاوات.
• مشروع “صن ريف سولار” بطاقة تصل إلى 2 جيجاوات.
• مشروع “مصدر” بطاقة إنتاجية قدرها 4 جيجاوات.

الهند تعزز قدراتها في صناعة الطاقة النظيفة

تواصل الهند جهودها لتصبح قوة رئيسية في صناعة الطاقة الشمسية، حيث شهدت توسعًا سريعًا في قدراتها المحلية لإنتاج الألواح والخلايا الشمسية لتصل إلى 68 جيجاوات و25 جيجاوات على التوالي بحلول مارس 2025. ورغم هذا النمو، ما زالت الهند تعتمد على واردات الخلايا الشمسية من الصين لتلبية طلب مصانعها المتزايد. وتجاوزت حصة الطاقة النظيفة في الهند 50% من إجمالي قدرة توليد الكهرباء لأول مرة في يونيو 2025، مما يؤكد التزامها بالتحول نحو مستقبل طاقة مستدام.