جنون سعر الذهب يسجل قفزة تاريخية ويحطم كل الأرقام

سجلت أسعار الذهب قفزة تاريخية غير مسبوقة خلال تعاملات الاثنين المبكرة، حيث تجاوزت أونصة المعدن الأصفر حاجز ٣٩٠٠ دولار لأول مرة على الإطلاق، ويأتي هذا الارتفاع القياسي مدفوعًا بتزايد الإقبال عليه كملاذ آمن وسط مخاوف من إغلاق حكومي أمريكي وتوقعات بخفض وشيك لأسعار الفائدة الفيدرالية.

أسباب ارتفاع الذهب إلى مستويات قياسية

يعكس هذا الصعود القوي للمعدن النفيس حالة من القلق المتزايد في الأسواق العالمية، حيث عززت إشارات من البيت الأبيض حول احتمال تسريح جماعي للموظفين الفيدراليين حالة عدم اليقين الاقتصادي، وهو ما دفع المستثمرين بقوة نحو الأصول الآمنة وعلى رأسها الذهب لتجنب المخاطر المحتملة في الأسواق.

وعلى صعيد السياسة النقدية، تزايدت التوقعات بقوة بخفض وشيك لأسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي، خصوصًا بعد تصريحات عضو المجلس ستيفن ميران التي شدد فيها على «ضرورة خفض أسعار الفائدة بشكل حاد»، الأمر الذي يعزز من جاذبية الذهب الذي لا يدر عائدًا ويصبح أكثر تنافسية.

وتدعم بيانات أداة “فيد ووتش” التابعة لمجموعة سي إم إي هذه التوقعات، إذ يُسعّر المستثمرون الآن احتمال خفض إضافي للفائدة بنسبة تصل إلى ٩٥٪ في أكتوبر و٨٣٪ في ديسمبر، فيما يميل الطلب على الذهب تاريخيًا للارتفاع في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة لأنه يصبح مخزنًا آمنًا ومفضلًا للقيمة.

أداء الذهب والطلب العالمي خلال العام

يواصل المعدن الأصفر تسجيل أداء استثنائي خلال عام ٢٠٢٥ بارتفاع بلغت نسبته ٤٩٪ حتى الآن، بعد صعوده بنسبة ٢٧٪ في عام ٢٠٢٤، وهو ما يضعه في طريقه لتحقيق أفضل أداء سنوي له منذ عام ١٩٧٩ بدعم من مشتريات البنوك المركزية وزيادة الطلب على صناديق المؤشرات المتداولة.

وعلى مستوى الطلب العالمي، شهدت الهند، ثاني أكبر مستهلك للذهب في العالم، ارتفاعًا ملحوظًا في الطلب خلال الأسبوع الماضي على الرغم من الأسعار القياسية، حيث جاء ذلك مدفوعًا بموسم المهرجانات الرئيسي في البلاد، بينما كانت الأسواق في الصين، وهي مشترٍ رئيسي آخر، مغلقة في عطلة رسمية.