يُظهر الإسلام سماحته ويسره في كل جوانبه، فهو لم يترك للمسلم مجالًا لليأس أو القول بأن الظروف تمنعه من نيل الأجر العظيم. فبعض العبادات البسيطة، التي يمكننا القيام بها يوميًا، تحمل في طياتها ثوابًا يضاهي أجر الحج والعمرة. هذه الحقيقة السامية وضحها كتاب “لطائف المعارف”، أحد أبرز المؤلفات التي تشرح السنة النبوية الشريفة وأحكام الشريعة الإسلامية. وقد ذكر هذا الكتاب عشرة أعمال صالحة يومية سهلة لا تلغي أهمية شعيرة العمرة أو ركن الحج الأساسي، بل تجمع في ثوابها عند الله أجر من حج واعتمر. هذه الأعمال يمكن تكرارها كليًا أو جزئيًا كل يوم حسب الاستطاعة، مع التأكيد أن الحج يبقى فريضة على من استطاع إليه سبيلًا.
10 أعمال بسيطة تساوي أجر الحج والعمرة.. اغتنم الفرصة!
1. جبر الخواطر وقضاء حوائج الناس: حج وعمرة بلا سفر!
إن مساعدة الآخرين والاهتمام بمشاعرهم، والمعروف بـجبر الخواطر وقضاء حوائج الناس، يعد من أعظم القربات. وكما قال الحسن البصري: “مشيك في حاجة أخيك المسلم خير لك من حجة بعد حجة”، مما يؤكد عظم الأجر الذي يعادل ثواب الحج والعمرة دون عناء السفر.
2. بر الوالدين: حجة أعظم من الجنة
لا شك أن بر الوالدين هو من أعظم الأعمال وأجلها، فهما بوابتك إلى الجنة في الدنيا والآخرة. وقد وصى النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً ببر أمه قائلًا له: “أنت حاج ومعتمر ومجاهد” إذا برها، تأكيدًا على أن أجر برهما يبلغ من العظمة أجر الحج والعمرة بل والجهاد في سبيل الله.
3. أداء الواجبات: حج في كل يوم
إن قيامك بـأداء واجباتك تجاه وظيفتك ووطنك ودينك والناس من حولك، هو من العبادات التي يحبها الله تعالى. هذا الالتزام بالمسؤوليات يُعد من أفضل الأعمال التي توازى ثواب الحج لما فيه من نفع للمجتمع واستقرار للحياة.
4. الكف عن إيذاء الناس: أجر حجة كاملة
التوقف عن إيذاء الناس بلسانك أو بيدك هو من أوجب الأمور وأصعبها على النفس. وقد قال الفضيل بن عياض: “ما حج ولا رباط ولا جهاد أشد من حبس اللسان”، وهذا يوضح أن كبح جماح اللسان عن الغيبة والنميمة والسباب وغيرها من الأذى، له ثواب عظيم يوازي الحج والجهاد.
5. صلاة العشاء والفجر في جماعة: حجة وعمرة يومية
حافظ على صلاة العشاء في جماعة وصلاة الفجر في جماعة، ففيهما أجر عظيم. فقد ورد عن عقبة بن عبد الغافر أن “صلاة العشاء في جماعة تعدل حجة وصلاة الغد (الفجر) في جماعة تعدل عمرة”، وهذا يمنحك الفرصة لنيل أجر الحج والعمرة يوميًا.
6. صلاة الفجر وذكر الله حتى الشروق: حجة وعمرة تامة
هذا العمل من كنوز الحسنات! صلاة الفجر في جماعة، ثم الجلوس في المسجد لذكر الله تعالى وقراءة القرآن حتى تطلع الشمس، ثم صلاة ركعتين (صلاة الضحى)، كلها أعمال يترتب عليها أجر كبير. قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من صلى الصبح في جماعة ثم جلس في مصلاه يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كان له مثل أجر حجة وعمرة تامة“. إنه أجر حجة وعمرة كاملتين.
7. شهود صلاة الجمعة: ثواب حجة تطوع
اعتبر الإسلام أن حضور صلاة الجمعة والتبكير إليها يعدل أجر حجة تطوع. وقد قال سعيد بن المسيب: “هو أحب إلي من حجة نافلة”، مما يبين عظم الثواب الذي تناله بمجرد أدائك لهذه الشعيرة الأسبوعية العظيمة.
8. الخروج إلى المسجد لأداء الصلاة: أجر حج وعمرة
كل خطوة تخطوها نحو بيت الله لا تذهب سدى. قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من تطهر في بيته ثم خرج إلى المسجد لأداء صلاة مكتوبة فأجره مثل أجر الحاج المحرم، ومن خرج لصلاة الضحى كان له مثل أجر المعتمر“. فأجر الصلاة في المسجد، وخاصة صلاة الضحى، يجعلك كمن أدى الحج والعمرة.
9. التسبيح وذكر الله بعد الصلوات: تعويض لأهل الفاقة
هذا العمل العظيم هو بمثابة هدية للفقراء ومن لا يملكون المال لأداء الحج والعمرة. جاء الفقراء إلى النبي صلى الله عليه وسلم شاكين أن أهل الأموال قد سبقوهم في الأجر بفضل حجهم وجهادهم وصدقاتهم، فسألهم النبي: “ألا أحدثكم بمال لو أخذتم به لحقتم من سبقكم، ولم يدرككم أحد بعدكم، وكنتم خير من أنتم بين ظهرانيه إلا من عمل مثله: تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثا وثلاثين“. هذا الذكر بعد كل صلاة مفروضة يرفع الدرجات ويعادل أجر الحج والعمرة.
10. العمرة في رمضان: أجر حجة كاملة
تُعد العمرة في شهر رمضان المبارك من الأعمال الفاضلة التي تُكتب لمن يؤديها أجر حجة كاملة. فقد سألت إحدى النساء النبي صلى الله عليه وسلم بعد عودته من الحج عن ما يجزئها من تلك الحجة التي فاتتها، فقال لها: “اعتمري في رمضان فإن عمرة في رمضان تعدل حجة أو حجة معي”. وهذا يدل على عظم ثواب العمرة في رمضان.