كارثة فيضان السودان يلتهم آلاف البيوت ويترك السكان بلا مأوى
اجتاحت فيضانات مدمرة مناطق واسعة في السودان، متسببة في تدمير آلاف المنازل وتهجير أعداد كبيرة من المواطنين من الشمال وحتى أقصى الجنوب، حيث أثرت الأزمة بشكل مباشر على الموارد الغذائية والاحتياجات اليومية للسكان في ظل غرق مساحات شاسعة.
تداعيات فيضانات السودان على الولايات
أكدت الإدارة العامة لمياه النيل تأثر ولايات رئيسية مثل الخرطوم والنيل الأزرق والجزيرة بشكل حاد، حيث تلاشت أحياء سكنية بكاملها واختفت معالم الشوارع تمامًا، وهو ما يعكس حجم الكارثة التي حلت بالبنية التحتية والممتلكات الخاصة بالمواطنين، فيما تأثرت محطات مياه حيوية في بربر وجبل أولياء ومدني.
وفي جنوب الخرطوم، تسبب ارتفاع منسوب مياه النيل الأبيض في غرق أحياء ضاحية الشقيلاب بالكامل، حيث اختفت الشوارع تمامًا وأصبح من الصعب رؤية المنازل التي غمرتها المياه من كل اتجاه، الأمر الذي يجسد حجم الأضرار في المنطقة ويؤكد على الحاجة الماسة للتدخل العاجل.
مخاطر إنسانية تهدد المتضررين من الفيضان
أدت الفيضانات إلى إعاقة حركة فرق الإنقاذ والمواطنين على حد سواء، الأمر الذي فاقم من حجم المأساة مع غرق مناطق سكنية بالكامل، فيما يواجه السكان الآن نقصًا حادًا في مياه الشرب والموارد الغذائية بعد أن أصبحوا بلا مأوى، خاصة في ولاية الجزيرة التي شهدت تشرد عدد كبير من الأسر.
وتتصاعد حالة من القلق بين المواطنين مع استمرار ارتفاع مناسيب المياه، وهو ما ينذر بأضرار إضافية محتملة ويزيد من الضغط على الموارد الشحيحة، حيث بات تأمين الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب يمثل التحدي الأكبر للسكان المتضررين في ظل الظروف الراهنة.
أسباب فيضان السودان وتصريف مياه سد النهضة
يُعزى فيضان السودان بشكل رئيسي إلى تصريف المياه من بحيرة سد النهضة الذي بدأ في التاسع من سبتمبر ٢٠٢٥، والذي تزامن مع امتداد موسم الأمطار الغزيرة حتى شهر أكتوبر، وهو ما أدى إلى ارتفاع غير مسبوق في مناسيب المياه على طول مجرى النيل.
وبحسب وزارة الري والموارد المائية السودانية، فإن معدل تصريف مياه سد النهضة «بلغ ٧٥٠ مليون متر مكعب يوميًا»، وهو رقم هائل تسبب في تأثيرات مباشرة وواضحة على منسوب النيل، مما أدى إلى تفاقم أزمة الفيضانات بشكل كبير.