بشرى طبية غير مسبوقة.. لقاح نانوي “NICER” ينهي مخاوف عودة وانتشار السرطان
كشف فريق بحثي مشترك من الجامعة الوطنية في سنغافورة والأكاديمية الصينية للعلوم عن تطوير لقاح نانوي جديد يُدعى NICER. يهدف هذا اللقاح المبتكر إلى مكافحة نمو الأورام بشكل فعال وتقليل فرص عودة السرطان أو انتشاره بعد التدخلات الجراحية، مقدمًا بصيص أمل جديد لمرضى السرطان.
لقاح NICER: تقنية النانو تشن “ضربة مزدوجة” ضد السرطان
يعتمد لقاح NICER، بحسب ما نقلته مجلة نيوزويك، على تقنية الجسيمات النانوية المتطورة لتوصيل المكونات النشطة مباشرة إلى الجهاز المناعي بدقة متناهية. يشكل هذا النهج “ضربة مزدوجة” فريدة من نوعها في مواجهة السرطان، فهو لا يستهدف الخلايا السرطانية المنتشرة فحسب، بل يركز أيضًا على الخلايا الجذعية السرطانية، المعروفة بمقاومتها الشديدة للعلاجات التقليدية ودورها المحوري في عودة الورم وانتشاره.
نتائج واعدة للقاح NICER في مكافحة السرطانات الشرسة
أظهرت النماذج المعملية الأولية للقاح NICER نتائج واعدة للغاية في التصدي لعدد من السرطانات الشرسة. شملت هذه النتائج المبشرة سرطان الثدي، الذي يعد تحديًا صحيًا كبيرًا حيث تصاب به امرأة واحدة من كل ثماني نساء في الولايات المتحدة وفقًا للجمعية الأمريكية للسرطان. كما أظهر اللقاح فعالية ضد سرطان الجلد، الذي يُتوقع أن يشهد أكثر من 104 آلاف حالة جديدة هذا العام، إضافة إلى قدرته على مواجهة بعض الأورام شديدة التوغل التي يصعب علاجها.
خبراء يؤكدون: ذاكرة مناعية طويلة الأمد لمواجهة عودة السرطان
أكد البروفيسور شون تشين شياويوان، مدير برنامج أبحاث الطب النانوي بجامعة سنغافورة الوطنية، أن هذا النهج المبتكر يعالج إحدى أكبر التحديات في رحلة علاج السرطان. وأوضح أن لقاح NICER لا يقتصر دوره على تحفيز الجهاز المناعي لمهاجمة الخلايا السرطانية الموجودة فحسب، بل يعمل أيضًا على بناء ذاكرة مناعية قوية وطويلة الأمد. هذه الذاكرة المناعية تسهم بشكل فعال في منع عودة المرض مستقبلًا، مما يمثل تقدمًا كبيرًا في استراتيجيات مكافحة السرطان.
لقاح NICER يتصدى للخلايا الجذعية السرطانية ويحد من انتشار الورم
من جهتها، شددت الباحثة يانليان يانج من الأكاديمية الصينية للعلوم على أن الخلايا الجذعية السرطانية تشكل التحدي الأكبر في علاج السرطان، فهي السبب الرئيسي وراء عودة الأورام وانتشارها بعد العمليات الجراحية أو العلاج الكيميائي والإشعاعي. وأوضحت أن لقاح NICER أظهر استجابة مناعية قوية وفعالة تدوم طويلًا ضد هذه الخلايا المقاومة. في السياق ذاته، أشار الدكتور تشينج يو من جامعة سنغافورة الوطنية إلى أن التجارب المخبرية التي أُجريت على سرطان الثدي وسرطان الجلد لم تظهر فقط قدرة اللقاح على إيقاف نمو الورم، بل ساهمت كذلك في تقليل احتمالات انتشاره إلى الرئة بعد الجراحة. هذا التحسن يترجم مباشرة إلى زيادة في معدلات السيطرة على المرض وتحسين فرص البقاء على قيد الحياة للمرضى.
المرحلة القادمة: آمال كبيرة نحو التجارب السريرية للقاح السرطان
يعتبر الباحثون هذه النتائج الأولية خطوة مهمة وواعدة في مسار تطوير لقاحات السرطان المخصصة، والتي يمكن أن تحدث ثورة في علاج الأمراض الخبيثة. ومع ذلك، شدد الفريق البحثي على ضرورة إجراء المزيد من الدراسات المعمقة لتقييم مدى أمان اللقاح وفعاليته على المدى الطويل. هذه الدراسات التكميلية ضرورية قبل الانتقال إلى مرحلة التجارب الإكلينيكية على البشر، لضمان أعلى مستويات الأمان والفعالية للمرضى.