لأول مرة يُفسرها طبيب قلب.. الأسباب الحقيقية وراء وفاة عريس أسوان بحفل زفافه ويكشف معلومات مهمة
أثار حادث الوفاة المفاجئة للشاب أشرف، عريس أسوان، خلال حفل زفافه، تساؤلات واسعة حول أسباب الموت القلبي غير المتوقع. يشرح الدكتور هشام بشرى، أستاذ أمراض القلب بطب بني سويف، أن الأسباب القلبية هي الأكثر شيوعًا لمثل هذه الحالات، إضافة إلى عوامل خطر متعددة قد تتفاعل مع الضغوط النفسية والجسدية المفاجئة. تؤكد هذه الحادثة على أهمية فهم مسببات الموت المفاجئ وسبل الوقاية منه، خاصة في الفئات العمرية الشابة.
أسباب الوفاة المفاجئة: تشخيص طبي لحالة عريس أسوان
يوضح الدكتور هشام بشرى أن الموت المفاجئ غالبًا ما ينجم عن أسباب قلبية أو غير قلبية. تعد الأسباب القلبية الأكثر شيوعًا، وتشمل ما يلي:
- الرجفان البطيني وهو تسارع مفاجئ وخطير في ضربات القلب ينبع من البطينين.
- حدوث جلطة قلبية حادة تؤدي إلى توقف عضلة القلب عن العمل.
- تضخم عضلة القلب أو تمددها، مما يؤثر على وظيفتها بشكل كبير.
- وجود متلازمات وراثية مثل متلازمة “QT” الطويلة أو متلازمة بروجادا، التي تؤثر على النشاط الكهربائي للقلب.
أما الأسباب غير القلبية، فهي أقل شيوعًا لكنها قد تكون قاتلة وتتضمن:
- الجلطة الرئوية الحادة التي تعيق تدفق الدم إلى الرئتين.
- النزيف الدماغي أو السكتة الدماغية التي تؤثر على وظائف المخ الحيوية.
- وجود عيوب خلقية في القلب لم يتم اكتشافها مسبقًا.
عوامل الخطر المرتبطة بالموت القلبي المفاجئ
توجد عدة عوامل تزيد من احتمالية حدوث الوفاة المفاجئة، خاصة عند الشباب. من أبرز هذه العوامل:
- الإصابة بأمراض الشرايين التاجية التي تسبب ضيقًا في الأوعية الدموية المغذية للقلب.
- فشل عضلة القلب أو ضعف قدرتها على ضخ الدم.
- وجود تاريخ عائلي للموت المفاجئ في سن مبكرة، مما يشير إلى أسباب وراثية محتملة.
- التدخين الذي يضر بالقلب والأوعية الدموية بشكل مباشر.
- الإصابة بمرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع الكوليسترول، وهي عوامل تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
ويشير الدكتور بشرى إلى أن التعرض لحالة حزن شديد أو فرح شديد ومفاجئ، قد يكون محفزًا للموت المفاجئ خاصة إذا تزامن مع وجود أحد العوامل السابقة. كما أن تناول المنشطات، وهي عادة شائعة في بعض المناسبات كالأفراح، قد يؤدي إلى تسارع مفاجئ في ضربات القلب وهبوط في ضغط الدم، مما قد يسبب الوفاة المفاجئة.
أهمية الفحص والوقاية من الموت المفاجئ للعائلات
في حال حدوث وفاة مفاجئة لشخص في سن صغير ضمن عائلة ما، ينصح الدكتور هشام بشرى بضرورة فحص باقي أفراد الأسرة. يساعد هذا الفحص على الكشف عن أي أمراض وراثية كامنة قد تكون سببًا في الوفاة، وبالتالي اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة لباقي الأفراد. يُعرف الموت المفاجئ علميًا بأنه وفاة شخص خلال أربع وعشرين ساعة من ظهور الأعراض الأولى. للوقاية من الوفاة المفاجئة، ينبغي التحكم في عوامل الخطورة القلبية مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري وارتفاع الكوليسترول. في بعض الحالات عالية الخطورة، مثل حالة لاعب كرة القدم السابق كريستيان إريكسن، يمكن زراعة جهاز صدمات قلبي للوقاية.
حالات شهيرة للوفاة المفاجئة ودروس مستفادة
توجد العديد من الحالات الشهيرة التي سلطت الضوء على ظاهرة الموت المفاجئ، سواء في مصر أو عالميًا. من أبرز هذه الحالات:
- **محمد عبد الوهاب:** لاعب النادي الأهلي المصري الذي توفي فجأة أثناء تدريب صباحي في أغسطس 2006. كشفت التحقيقات أن سبب الوفاة كان تضخمًا في عضلة القلب لم يكن معروفًا له مسبقًا. هذه الحادثة دفعت إلى وضع بروتوكول طبي للكشف الدوري على جميع الرياضيين في مختلف الألعاب لتحديد حالتهم الصحية.
- **كريستيان إريكسن:** لاعب كرة القدم الدنماركي الذي سقط مغشيًا عليه نتيجة سكتة قلبية مفاجئة خلال مباراة لمنتخب بلاده في بطولة أمم أوروبا 2020. تم إنعاشه فورًا باستخدام الإنعاش القلبي الرئوي وجهاز إزالة الرجفان، واستعاد وعيه ونقل إلى المستشفى. إريكسن عاد لممارسة كرة القدم ويلعب حاليًا في نادي مانشستر يونايتد، مما يبرز أهمية التدخل الطبي السريع والفعال.
تؤكد هذه الحوادث على أهمية الوعي الطبي والتدخل السريع في حالات الطوارئ القلبية، بالإضافة إلى أهمية الفحوصات الدورية، خاصة للرياضيين والأشخاص الذين لديهم عوامل خطر.