لأول مرة يوضح.. شوقي علام يحسم الجدل: هل طلب العلم يشمل العلوم الشرعية فقط؟
أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق، أن قيمة العلم والتعليم تتجاوز العلوم الشرعية لتشمل جميع التخصصات الأساسية التي تدفع عجلة تقدم البشرية، مثل الفيزياء والكيمياء والرياضيات والطب والهندسة. مشددًا على أن كل هذه المعارف تتكامل لبناء إنسان متوازن ومجتمع قوي، وأن تعلمها يعتبر تكليفًا إلهيًا للمسلمين.
العلوم المدنية تكليف إلهي و”فرض كفاية” على المجتمع
أشار مفتي الديار المصرية السابق، خلال برنامج “بيان للناس” على قناة الناس، إلى خطأ الاعتقاد بأن العلوم المدنية لا مكانة لها في الإسلام. وأكد أن تعلم هذه العلوم يحقق “فرض الكفاية” الذي يسقط الإثم عن المجتمع إذا قام به بعض أفراده، موضحًا أن جميع العلوم، سواء كانت شرعية أو مدنية، هي تكليف إلهي واضح من قوله تعالى: “اقرأ”، حيث لم يحدد نوع العلم بل شمل كل ما ينفع الإنسان والمجتمع. هذا التأكيد يرسخ أهمية العلوم الأساسية في بناء الحضارة الإسلامية المعاصرة.
مصر بحاجة ماسة لدعم التخصصات العلمية الحديثة
لفت الدكتور شوقي علام إلى أن مصر تحتاج بشدة إلى دعم التخصصات العلمية الحديثة لتواكب التطورات العالمية المتسارعة. وحذر من ترك الشباب لتخصصاتهم العلمية والتوجه المفاجئ والمطلق نحو العلوم الشرعية فقط، معتبرًا ذلك خسارة لمواهب قد تكون قادرة على أن تصبح علامات فارقة في تاريخ العلم، مثل آينشتاين جديد أو أحمد زويل أو مجدي يعقوب. هذه الرؤية تدعو إلى تعزيز الابتكار والبحث العلمي في مصر.
تغيير ثقافة اختيار الكليات لدعم المواهب العلمية
شدد مفتي الديار المصرية السابق على ضرورة إعادة النظر في ثقافة اختيار الكليات والمعاهد. مقترحًا تحولاً في معايير القبول والاهتمام بشكل أكبر بميول الطالب ومهاراته الحقيقية بدلاً من الاعتماد الكلي على المجموع الدراسي. ولتحقيق نهضة علمية شاملة، أكد على أهمية:
- أن يعتمد القبول الجامعي على مهارات وميول الطالب وليس على المجموع فقط.
- تشجيع الهواة والمبدعين على دراسة العلوم التي تتوافق مع قدراتهم الطبيعية.
- ضمان إنتاج جيل قادر على قيادة المجتمع علميًا وعمليًا في شتى المجالات.
مسيرة مصر نحو النهضة العلمية المستدامة
أكد الدكتور شوقي علام أن مصر تسير في الاتجاه الصحيح لدعم التعليم والعلم، لكنه طالب باستمرار وتكثيف جهود تطوير القطاع التعليمي والبحثي. ودعا إلى التركيز على تطوير المناهج والمعاهد والمراكز البحثية لضمان استمرارية النهضة العلمية وبناء مجتمع قادر على مواجهة تحديات المستقبل وتحقيق التفوق في كل التخصصات. هذا المسار يهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي والتفوق في كافة المجالات العلمية.