رقم قياسي جديد.. سعر الدولار في إيران يتجاوز 108 آلاف تومان وسط ترقب عودة عقوبات الأمم المتحدة
تجاوز سعر الدولار في السوق الحرة بطهران حاجز 107 آلاف تومان بزيادة فاقت 2% أمس، مما يعكس تصاعد القلق الاقتصادي في إيران. وقد شهدت العملات الأجنبية الرئيسية والعملة الذهبية ارتفاعات ملحوظة، مدفوعة بتصريحات سياسية إيرانية وأمريكية تتعلق بالبرنامج النووي وتفعيل آلية الزناد. هذه التطورات تشير إلى ضغوط متزايدة على الاقتصاد الإيراني وسط أجواء من عدم اليقين.
ارتفاعات قياسية في أسعار العملات والمعادن الثمينة
سجلت سوق العملات الأجنبية والمعادن الثمينة في إيران أمس قفزات كبيرة، حيث اخترق سعر الدولار الأمريكي حاجز 107 آلاف تومان، مسجلاً زيادة بأكثر من 2% مقارنة باليوم السابق. كما وصل سعر الجنيه الإسترليني إلى 144 ألف تومان، وبلغ اليورو 126 ألف تومان، فيما تجاوزت قيمة العملة الذهبية الجديدة المعروفة باسم “إمامي” 106 ملايين تومان. هذه الأرقام تؤكد التذبذب الحاد الذي يشهده السوق المحلي الإيراني نتيجة عدة عوامل اقتصادية وسياسية.
مقارنة أسعار الصرف الرئيسية خلال الأيام الماضية
شهدت الأسعار تباينًا ملحوظًا بين أيام التداول المختلفة، مما يعكس التقلبات السريعة في السوق الإيرانية. يوضح الجدول التالي مقارنة بين أسعار العملات والذهب في تواريخ محددة:
العملة / الأصل | السعر يوم الثلاثاء (تومان) | السعر يوم الأربعاء 24 سبتمبر (تومان) | السعر يوم السبت (تومان) |
الدولار الأمريكي | 104,750 | 107,500 | غير متوفر |
اليورو | 123,700 | غير متوفر | 126,400 |
الجنيه الإسترليني | 141,500 | غير متوفر | 144,800 |
العملة الذهبية “إمامي” | حوالي 103,000,000 | غير متوفر | 106,800,000 |
تراجع مؤشر البورصة وتفاقم القلق الاقتصادي
في ظل هذه التقلبات، لم يكن مؤشر البورصة الإيرانية بمنأى عن التأثيرات السلبية. ففي نهاية تداولات يوم الأربعاء 24 سبتمبر، انخفض المؤشر الرئيسي للبورصة بنحو 20 ألف نقطة، ليصل إلى مليونين و524 ألف وحدة. يعكس هذا التراجع حالة عدم اليقين والقلق المتزايد بين المستثمرين بشأن مستقبل الاقتصاد الإيراني وارتفاع التضخم الذي يطال القدرة الشرائية للمواطنين.
الخطابات السياسية تلهب السوق وتثير المخاوف
يعزى الارتفاع الأخير في أسعار العملات الأجنبية إلى سلسلة من الخطابات السياسية التي أثارت قلقًا واسعًا في البلاد. ففي 24 سبتمبر، ألقى الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، خطابًا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، انتقد فيه تفعيل آلية الزناد من قبل ثلاث دول أوروبية، مؤكدًا أن هذه الإجراءات تفتقر للشرعية الدولية. سبقه بيوم، المرشد الإيراني علي خامنئي الذي أكد في خطاب متلفز بتاريخ 23 سبتمبر على استمرار البرنامج النووي وتخصيب اليورانيوم، واصفًا التفاوض مع أميركا بأنه “ضرر محض”. في المقابل، وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 23 سبتمبر، النظام الإيراني بأنه “أكبر تهديد للعالم” وتعهد بعدم السماح له بامتلاك سلاح نووي. هذه التصريحات المتضاربة والتهديدات المتبادلة أدت إلى موجة من القلق بين المواطنين في إيران، مما دفعهم للتحوط عبر شراء العملات الأجنبية والذهب، ما أسهم في زيادة أسعارها والتضخم.
سوابق تاريخية لارتفاع سعر الدولار في إيران
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تشهد فيها إيران مثل هذه التقلبات. ففي 31 يوليو، ارتفع سعر الدولار في سوق طهران الحرة ليصل إلى 90,650 تومان بعد فرض عقوبات أمريكية جديدة وزيادة احتمال تفعيل آلية الزناد. كما يُظهر التاريخ الحديث أن سعر الدولار في سوق إيران كان أقل من 60 ألف تومان قبل نحو عام، في أواخر أغسطس. ومع بدء الدورة الثانية لرئاسة ترامب، شهد سعر الدولار صعودًا تدريجيًا ليلامس حاجز الـ 100 ألف تومان، في إشارة إلى التأثير المباشر للتوترات السياسية والعقوبات على استقرار العملة المحلية.