صدمة أسعار آيفون 17 في مصر.. الرسوم الجمركية ترفع التكلفة بأكثر من 60% عن السعر العالمي

أظهرت قائمة أسعار هواتف آيفون 17 في مصر، بعد إضافة الرسوم الجمركية والضرائب ارتفاعًا بنسبة تتجاوز 50% مقارنة بالسعر الرسمي الذي أعلنته شركة «أبل» في مؤتمرها السنوي هذا الشهر، وذلك بحسب تقرير لـ «الشرق بلومبرج».

أسعار آيفون 17 في مصر بعد إضافة الرسوم الجمركية

ووفقًا لقائمة أسعار الوكيل الرسمي في مصر، تصل أسعار آيفون 17 في مصر بعد إضافة الرسوم الجمركية إلى مستويات تفوق الأسعار العالمية، إذ يصل سعر آيفون 17 الأقل فئة إلى 62,500 جنيه (ما يعادل 1,300 دولار)، مقارنة مع سعر «أبل» المعلن البالغ 800 دولار، بفارق يتجاوز 60%، وتخضع الهواتف المستوردة في مصر لضريبة جمركية تبلغ 10%، إضافة إلى ضريبة قيمة مضافة بنسبة 14%.

وفي المقابل، ترتفع أسعار آيفون 17 بفئاته المختلفة في السعودية بنسبة تتراوح بين 25 و27% عن سعر الشركة الرسمي، بينما يرتفع السعر في الإمارات بنسبة 16% تقريبًا، وتصل ضريبة القيمة المضافة على الهواتف في الإمارات إلى 5%، ومثلها للضريبة الجمركية، فيما تصل ضريبة المبيعات في السعودية إلى 15% بخلاف الضريبة الجمركية التي تتراوح بين 5 و15%.

ويؤكد خبراء التجزئة أنّ السوق المصرية تُعد من بين الأعلى تكلفة في المنطقة لاقتناء الهواتف الذكية المستوردة، ويعود ذلك إلى عدة عوامل رئيسية، تشمل هيكل الضرائب المرتفع، فضلاً عن تكاليف النقل والشحن، بالإضافة إلى تأثير سعر صرف الدولار مقابل الجنيه، ويضيف مراقبون أن هذه الزيادات الحادة في الأسعار قد تؤثر سلباً على حجم الطلب على الطرازات الجديدة في مصر، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الحالية وتراجع القوة الشرائية للمستهلكين.

ولا تزال الأسواق الخليجية، وخاصة الإمارات، تقدم خيارات أقل تكلفة نسبياً للمستهلك مقارنة بـمصر، حيث يدفع هذا الفارق السعري الكبير البعض إلى اللجوء لشراء الهواتف من الخارج أو عبر قنوات غير رسمية، في محاولة لتقليل هذا الفارق السعري الكبير.

وكانت آبل أطلقت سلسلة آيفون 17 هذا العام بزيادات ملحوظة في الأسعار مقارنة بالجيل السابق، وهو ما ظهر بشكل واضح في بعض الأسواق مثل الهند، حيث ارتفع سعر آيفون 17 برو بما يعادل 180 دولارًا عن آيفون 16 برو، بينما في الولايات المتحدة لم تتجاوز الزيادة 100 دولار، أما الطراز الجديد آيفون إير (iPhone Air)، الذي جاء بديلاً لـ آيفون 16 بلس، فقد كان أكثر تكلفة بنحو 300 دولار، وقد أثارت هذه الزيادات جدلاً واسعًا حول الأسباب الحقيقية وراءها، خاصة مع القرارات الجمركية التي اتخذها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرًا، وهو ما دفع البعض إلى الاعتقاد بأن آبل اضطرت إلى رفع الأسعار نتيجة لهذه السياسات.

تيم كوك ينفي علاقة الرسوم الجمركية بزيادة الأسعار

وخرج الرئيس التنفيذي لـ آبل، تيم كوك، بتوضيح رسمي في مقابلة مع شبكة CNBC ليؤكد أن الأسعار الجديدة لا علاقة لها بالرسوم الجمركية المفروضة من قبل الإدارة الأمريكية، مشددًا على أن السبب الرئيسي يعود إلى التحسينات التقنية والتغييرات الكبيرة في العتاد. وأوضح كوك أن أي زيادة في الأسعار جاءت انعكاسًا طبيعيًا لتكاليف البحث والتطوير ورفع جودة التصنيع، وليس نتيجة لضغوط خارجية، وأشار أيضًا إلى أن شركة آبل تعمل منذ فترة على تخفيف أثر الرسوم المحتملة عبر تنويع مواقع الإنتاج، بحيث يتم تصنيع جزء من أجهزتها في دول مثل فيتنام والهند، في محاولة لتقليل الاعتماد الكبير على الصين، إلا أن هذه الخطوة معقدة وصعبة التنفيذ على المدى القريب.

ومع ذلك، يرى محللون أن الوضع قد يختلف مع الجيل المقبل، حيث من المتوقع أن تواجه سلسلة آيفون 18 زيادات أكبر في الأسعار إذا فُرضت رسوم إضافية جديدة، وهو ما قد يتضح بصورة أوضح بحلول عام 2026، هذه التوقعات تضع آبل أمام تحديات كبيرة في المحافظة على توازن الأسعار وجودة المنتجات في مختلف الأسواق العالمية، خاصة مع المنافسة القوية التي تواجهها من شركات أخرى تقدم بدائل بأسعار أقل.