مفاجأة كسوف الشمس… النهار يتحول إلى ليل في دقيقتين

في السابع عشر من فبراير عام ٢٠٢٦، ستشهد القارة القطبية الجنوبية حدثاً فلكياً نادراً يتمثل في كسوف حلقي للشمس، حيث يظهر المشهد المعروف بـ«حلقة النار» الخلاب، محجباً القمر نحو ٩٦% من قرص الشمس المركزي، تاركاً حافة مضيئة رفيعة، الأمر الذي يجعل رؤية هذه الظاهرة مقتصرة على عدد محدود جداً من الباحثين في قلب القارة المتجمدة.

نظرة حصرية على كسوف الشمس الحلقي النادر

لن يكون هذا الكسوف الحلقي متاحاً للمشاهدة لملايين البشر حول العالم، بل سيقتصر ظهوره على منطقة نائية للغاية في عمق القارة القطبية الجنوبية، وهو ما يجعله تحدياً كبيراً لا يتحقق إلا للعاملين في محطات الأبحاث العلمية هناك، إذ تقع معظم المناطق المأهولة خارج نطاق ظل القمر المباشر، الأمر الذي يحول دون إمكانية رصده جماهيرياً.
وبحسب تحليلات خبراء الظواهر الفلكية، سيتمكن عدد محدود للغاية من الأشخاص من متابعة هذا المشهد الفريد من داخل المسار الحلقي، حيث إن المحطات المتواجدة في قلب القارة ليست مهيأة أساساً لاستقبال زوار أو سياح، مما يزيد من خصوصية هذه الظاهرة الفلكية.

اقرأ أيضًا: رسميًا.. زيادة مرتقبة في رواتب المتقاعدين والعسكريين بالمغرب؟ | تفاصيل الأجور الجديدة من مصادر موثوقة

محطات الأبحاث القطبية: بوابات رصد «حلقة النار»

تعتبر محطة كونكورديا، وهي مركز بحثي فرنسي-إيطالي مشترك تأسس عام ٢٠٠٥، أحد المواقع القليلة التي ستتيح رؤية الكسوف الحلقي بوضوح، حيث تتميز المحطة بكونها من أهم المراكز العلمية في القارة القطبية الجنوبية، وتواجه ظروفاً مناخية قاسية جداً.
وتحتوي هذه المحطة على تجهيزات متطورة مثل التلسكوبات وأبراج الرصد الجوي، مما يمنح الباحثين فرصة مميزة لمتابعة هذه الظاهرة الفلكية النادرة بفعالية، متحدية بذلك درجات الحرارة التي تهبط لأكثر من ٨٠ درجة مئوية تحت الصفر.
وإلى جانب كونكورديا، تبرز محطة ميرني الروسية، التي أنشئت عام ١٩٥٦، والتي تستخدم لدراسة المناخ والجليد البحري والأشعة الكونية والأرصاد الجوية، ورغم كونها أقل تجهيزاً من حيث الأدوات الفلكية، إلا أنها ستوفر للمقيمين فيها فرصة لمشاهدة «حلقة النار» بوضوح تام، وذلك ضمن برنامجها العلمي الشامل.

تفاصيل مسار الكسوف الحلقي وتوقيتاته

سيبدأ مسار الكسوف من ساحل بحر ديفيس في المحيط الجنوبي، حيث يمتد ظل القمر المضاد لمدة تقارب ٥٩ دقيقة، وذلك من الساعة ١١:٤٢ صباحاً وحتى الساعة ١٢:٤١ ظهراً بالتوقيت العالمي المنسق، وهو ما يمثل فترة زمنية قصيرة لكنها حاسمة للرصد الفلكي.
وفيما يلي تفاصيل توقيتات رصد الظاهرة في المحطتين الرئيسيتين:

اقرأ أيضًا: رسميًا.. تجديد إقامة مجاني لـ6 فئات في السعودية بدءًا من العام المقبل

  • في محطة كونكورديا، سيظهر الكسوف الحلقي عند الساعة ١١:٤٦ صباحاً، ليستمر لمدة دقيقتين وثانية واحدة.
  • أما في محطة ميرني، فستبدأ ظاهرة «حلقة النار» عند الساعة ١٢:٠٧ ظهراً، وتستمر حوالي دقيقة و٥٢ ثانية.

التحديات المناخية أمام رصد الكسوف الشمسي

رغم روعة هذا المشهد الفلكي المتوقع، إلا أن الأحوال الجوية قد تشكل عائقاً أمام عملية الرصد الناجحة، فالتقارير المناخية تشير إلى احتمالية وجود سحب كثيفة نسبياً فوق المحيط والسواحل المحيطة في تلك الفترة، وهو ما يفرض تحدياً إضافياً على الباحثين.
وتُغطي الغيوم محطة ميرني بنسبة تصل إلى ٦٥% خلال هذا الوقت من العام، فيما تقل النسبة إلى نحو ٣٥% في محطة كونكورديا، مما يجعل الأخيرة الموقع الأكثر حظاً لمتابعة الكسوف بوضوح رغم الظروف المناخية القاسية والمتجمدة.

اقرأ أيضًا: تحذير رسمي.. الدفاع المدني يحدد أماكن الخطر خلال موجة الأمطار والسيول القادمة