عاجل وفاة الشيخ سلطان بن خالد القاسمي والسبب الحقيقي

أعلن ديوان حاكم الشارقة مساء الاثنين عن رحيل الشيخ سلطان بن خالد بن محمد القاسمي، أحد أفراد العائلة الحاكمة البارزين، حيث جاءت وفاته نتيجة الإنتان، الأمر الذي يمثل خسارة للوطن الإماراتي وشخصية كان لها حضور مجتمعي مميز ضمن أسرة القواسم التاريخية.

أوضح البيان الرسمي أن وفاة الشيخ سلطان بن خالد القاسمي نجمت عن الإنتان، وهي حالة مرضية بالغة الخطورة تنشأ عندما يستجيب الجسم بصورة مفرطة لعدوى بكتيرية أو فيروسية أو فطرية، الأمر الذي يؤدي إلى التهابات حادة قد تلحق الضرر بالأنسجة والأعضاء، وربما تتسبب في فشل متعدد للأعضاء ما لم يتدخل العلاج الطبي بشكل فوري ومكثف.

الإنتان: تفاصيل سبب وفاة الشيخ سلطان بن خالد القاسمي

يُصنف الإنتان كحالة طارئة تستدعي علاجًا مكثفًا بالمضادات الحيوية والسوائل الوريدية، حيث يمكن أن يتطور سريعًا إلى «الصدمة الإنتانية» التي ينخفض فيها معدل ضغط الدم بصورة حادة ومفاجئة، الأمر الذي يجعله أحد أخطر الأسباب المؤدية إلى الوفاة السريعة على نطاق عالمي، وهو ما يؤكد ضرورة الوعي بهذه الحالة.

جذور عائلة القواسم ودورها التاريخي البارز

ينحدر الفقيد الشيخ سلطان بن خالد القاسمي من عائلة القواسم العريقة، التي تُعد إحدى أقدم الأسر الحاكمة في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث كان والده، الشيخ خالد بن محمد القاسمي (١٩٢٧ – ١٩٧٢)، قد لعب دورًا محوريًا في تأسيس الاتحاد الإماراتي، ووضع بصمته التاريخية كأحد الموقعين على الدستور المؤقت للدولة في الثاني من ديسمبر عام ١٩٧١.

انتهت فترة حكم والده بأحداث مأساوية عام ١٩٧٢، إثر محاولة انقلاب فاشلة، حيث تولى بعد ذلك شقيقه، صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مقاليد الحكم في الإمارة منذ يناير ١٩٧٢ وحتى يومنا هذا، مواصلاً بذلك نهج البناء والتطوير والازدهار.

الشيخ سلطان بن خالد القاسمي: حضور فاعل ومساهمات مجتمعية

رغم أن الشيخ سلطان بن خالد القاسمي لم يتولَ مقاليد الحكم، فقد ظل حاضرًا بقوة في دعم المبادرات الوطنية والمجتمعية، حيث عُرف بحبه للعمل الخيري وخدمة المجتمع وتمسكه بالقيم الدينية والوطنية التي ميزت الأسرة الحاكمة، وشارك في العديد من الأنشطة التنموية لإمارة الشارقة، تاركًا إرثًا من العطاء والالتزام الوطني.

إرث الشيخ سلطان بن خالد القاسمي وذكرى العطاء الخالدة

برحيل الشيخ سلطان بن خالد القاسمي، تُطوى صفحة من صفحات تاريخ إمارة الشارقة العريق، لكن إرث عائلته الكبيرة سيبقى شاهدًا على مساهماتهم الجليلة في توحيد الدولة وتعزيز نهضتها الشاملة، ولقد مثّل الفقيد نموذجًا يحتذى به في العطاء والوفاء لقيم الاتحاد الراسخة، وستظل ذكراه خالدة في قلوب أبناء الإمارات على الدوام.