الوجه الآخر للمنظومة.. خبير تربوي يكشف كل الحقائق عن الشرطة المدرسية
أكد الدكتور تامر شوقي، الخبير التربوي وأستاذ علم النفس بجامعة عين شمس، أن الشرطة المدرسية نشاط تربوي مهم يساهم في صقل شخصية الطلاب الذين يمتلكون ميولاً قيادية وانضباطية، إلا أن تطبيقها الفعال يتطلب فهمًا دقيقًا لإيجابياتها وسلبياتها واختيارًا مدروسًا لأفرادها لضمان أقصى استفادة وتجنب التحديات المحتملة.
الفوائد التربوية لدور الشرطة المدرسية
أوضح أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس أن هناك جوانب إيجابية متعددة لدور الشرطة المدرسية داخل المنظومة التعليمية، والتي تنعكس على الطلاب والمناخ المدرسي بشكل عام. تشمل هذه الفوائد:
- إشباع الاحتياجات النفسية للطلاب الذين يميلون إلى القيادة وتحمل المسؤولية.
- تدريب الطلاب على تحقيق الانضباط الذاتي وتحمل المسؤولية، مما يعزز من سلوكهم الإيجابي.
- صقل شخصية الطلاب من خلال ممارستهم لدور الشرطة المدرسية وما يرتبط بها من واجبات، وتنمية مهاراتهم القيادية.
- تمكين الطلاب من التفريغ الانفعالي لما لديهم من طاقات مكبوتة، عن طريق توجيهها في أنشطة مقبولة اجتماعيًا وبناءة.
- تسهيل العملية التعليمية من خلال الحفاظ على الانضباط داخل المدرسة طوال اليوم الدراسي، مما يخلق بيئة تعليمية مناسبة.
- امتلاك طلاب الشرطة المدرسية القدرة على إقناع زملائهم بالالتزام بالقواعد المدرسية، في ضوء قربهم الفكري والعمري منهم.
- المساهمة في علاج عجز المعلمين من خلال ممارسة بعض أدوار المعلمين في الرقابة والحفاظ على الانضباط الطلابي.
تحديات ومخاطر تطبيق الشرطة المدرسية
بالرغم من الإيجابيات، حذر الخبير التربوي من بعض التحديات والعيوب التي قد تنشأ عن تطبيق الشرطة المدرسية إذا لم يتم التعامل معها بحذر. من أبرز هذه السلبيات:
- عدم معرفة بعض الطلاب لحدود أدوارهم، مما قد يؤدي إلى تجاوز هذه الحدود وتصرفات غير مقبولة.
- اعتقاد بعضهم في امتلاكهم سلطة حقيقية على زملائهم، فيتقمصون أدوارًا غير مخولة لهم وتؤثر سلبًا على العلاقات الطلابية.
- إمكانية تنمر بعض طلاب الشرطة المدرسية على زملائهم لفظيًا أو جسديًا، مما يضعف ثقة زملائهم في أنفسهم ويزيد التوتر.
- عدم امتلاك الطلاب للخبرة والنضج اللازمين لحل المشكلات بطريقة سليمة، مما قد يؤدي إلى تضخيم المشكلات بدلاً من علاجها.
- احتمال ممارسة بعض طلاب الشرطة المدرسية العنف أو حتى البلطجة ضد زملائهم، مما يؤدي إلى نتائج عكسية على المناخ التعليمي.
- استغلال بعض طلاب الشرطة المدرسية الخلافات الشخصية للإساءة إلى بعض الزملاء أو اتهامهم بتهم كاذبة.
- تدهور العلاقات الشخصية بين أفراد الشرطة المدرسية وزملائهم على المدى الطويل، مما يخلق جوًا من العداء.
- تنامي اتجاهات سلبية نحو المدرسة والتعليم عند بعض الطلاب في ضوء ما قد يتعرضون له من إساءات من طلاب الشرطة المدرسية، وقد تقود إلى التأخر الدراسي أو صعوبات التعلم.
معايير وضوابط اختيار أفراد الشرطة المدرسية
لتحقيق أقصى استفادة من هذا النشاط التربوي وتجنب سلبياته، شدد الدكتور تامر شوقي على ضرورة مراعاة بعض الشروط الأساسية عند اختيار طلاب الشرطة المدرسية. يجب على إدارة المدرسة الالتزام بالآتي:
- توعية الطلاب بحدود دورهم وعدم تجاوزها، وتوضيح المهام الموكلة إليهم بدقة.
- تدريبهم على أساليب التعامل السليم مع مشكلات الزملاء، وتعليمهم مهارات التواصل الفعال وحل النزاعات.
- اختيار طلاب يتميزون بالتحكم الانفعالي والسلوك الإيجابي، والقدرة على التصرف بحكمة وهدوء في المواقف المختلفة.
- التأكد من خلو سجلهم السابق من أي مشكلات سلوكية أو حوادث سلبية، لضمان اختيار نماذج يحتذى بها.