نهاية كابوس مرتقبة.. البكالوريا المصرية.. هل تضع حداً لأزمة الثانوية العامة الأزلية؟ | خبير تعليمي يحسم الجدل ويكشف الإجابة
يسعى نظام البكالوريا الجديد لإحداث تحول جذري في منظومة الثانوية العامة المصرية، بهدف أساسي هو تخفيف الأعباء الهائلة عن كاهل الأسر، وخاصة تكلفة الدروس الخصوصية التي تلتهم نحو 240 مليار جنيه سنويًا من جيوب المواطنين. ومع ذلك، يرى الخبراء أن الحكم النهائي على نجاح هذا النظام أو فشله لن يتأتى إلا بعد التطبيق الفعلي والمتابعة الدقيقة لتفاصيله على أرض الواقع.
نظام البكالوريا الجديد: رؤية تربوية لإنهاء الثانوية العامة التقليدية
أوضح الدكتور مجدي حمزة، الخبير التربوي، في تصريحات خاصة لموقع “في الجامعة” أن الفلسفة الجوهرية لنظام البكالوريا تستهدف القضاء على الصورة النمطية للثانوية العامة، وتقليل الضغوط الاقتصادية والنفسية على الأسر المصرية. وأضاف حمزة أن التجربة تحمل في طياتها مزايا واضحة لكنها لا تخلو من تحديات محتملة تستلزم دراسة مستفيضة قبل التعميم.
مزايا نظام البكالوريا لتطوير التعليم المصري
بحسب الخبير التربوي، يقدم نظام البكالوريا العديد من الإيجابيات التي من شأنها الارتقاء بالعملية التعليمية وتخفيف الضغط على الطلاب وأولياء أمورهم.
* تخفيف عدد المواد الدراسية المقررة على الطلاب، حيث كان الطالب يدرس جميع المواد في عام واحد، بينما سيتم توزيعها في النظام الجديد على الصفين الثاني والثالث الثانوي، بواقع ست مواد دراسية على مدار عامين بدلًا من عام واحد فقط.
* تقليل العبء المادي والنفسي عن الأسر المصرية من خلال تنظيم المناهج وتخفيف حجم المواد الدراسية.
* إتاحة فرص متعددة لتحسين الأداء للطلاب، حيث يمكن للطالب إعادة فرص التحسين في الصف الثاني مرتين وفي الصف الثالث مرتين، مما يوفر أربع فرص كاملة خلال المرحلة الثانوية. هذا يلغي تمامًا مفهوم “السقوط” الذي كان يشكل هاجسًا للطلاب وأسرهم.
* إمكانية أن يصبح هذا النظام نموذجًا تعليميًا مثاليًا في مصر إذا تم تطبيقه بالشكل الصحيح والفعال، خاصة وأنه نظام معمول به في دول عديدة ويُعرف أحيانًا بـ “بكالوريا الغلابة” لكونه يقلل التكاليف.
تحديات محتملة تواجه تطبيق نظام البكالوريا
على الجانب الآخر، يرى الدكتور حمزة أن تطبيق البكالوريا قد يواجه بعض العيوب والتحديات التي تستوجب الانتباه والمعالجة.
* قد يؤدي النظام إلى زيادة محتملة في الاعتماد على الدروس الخصوصية، مما يشكل عبئًا ماليًا إضافيًا على الأسر المصرية بدلًا من تخفيفه.
* قد تمتد فترة التوتر والضغط النفسي على الطالب لعامين كاملين بدلًا من عام واحد، مما يزيد من إجهادهم على المدى الطويل.
* البكالوريا، في شكلها المطروح، قد تكون غير معترف بها دوليًا بشكل واسع، مما قد يعيق طموحات الطلاب الراغبين في استكمال دراساتهم الجامعية في الخارج.
* إمكانية تحول هذه الشهادة إلى شهادة “منتهية الصلاحية” أو “غير مكتملة” للطلاب الذين لا يتمكنون من استكمال دراستهم الجامعية، مما يقلل من قيمتها في سوق العمل.
* وجود مواد دراسية تُدرّس في الصف الثاني الثانوي ولا تُستكمل في الصف الثالث، مثل اللغة الإنجليزية، والعكس بالنسبة للغة العربية، مما قد يؤثر سلبًا على مستوى الطلاب في إتقان اللغتين الأم والعالمية على حد سواء.
دعوات للمتابعة الدقيقة قبل تعميم تجربة البكالوريا
شدد الخبير التربوي في ختام حديثه على أن تجربة نظام البكالوريا بحاجة ماسة إلى متابعة دقيقة وتقييم مستمر ودراسة متأنية قبل اتخاذ قرار تعميمها على نطاق واسع. وأكد على ضرورة وضع آليات واضحة وصارمة تضمن تحقيق الهدف الأساسي من هذا التغيير وهو تخفيف الأعباء المادية والنفسية عن الطلاب وأولياء الأمور، إضافة إلى تطوير المنظومة التعليمية بما يتوافق مع متطلبات العصر الحديث واحتياجات سوق العمل المستقبلية.