تطور جديد.. بنك كندا يفتح ملف تنظيم العملات المستقرة (Stablecoin) | هل يتغير مستقبل الكريبتو؟

يدعو البنك المركزي الكندي بقوة إلى وضع إطار تنظيمي متكامل للعملات المستقرة، بهدف تحديث نظام المدفوعات الوطني وضمان عدم تخلف البلاد عن الركب العالمي في مجال الابتكار المالي. يأتي هذا التحرك لضمان أمان واستقرار هذه الأصول الرقمية، مما يمكّن المستهلكين الكنديين من الاستفادة من مزاياها مع توفير الحماية اللازمة من المخاطر المحتملة المرتبطة بها.

دعوة عاجلة من بنك كندا لتأمين العملات الرقمية المستقرة

أكد رون مورو، المدير التنفيذي للمدفوعات والرقابة والإشراف في بنك كندا، على ضرورة التحرك السريع في تنظيم العملات المستقرة خلال خطاب ألقاه في أوتاوا. وشدد مورو على أن “حتى لو كنت على الطريق الصحيح، فسوف يتم دهسك إذا بقيت في مكانك”، في إشارة إلى الحاجة الملحة للتكيف مع التطورات العالمية. طالب مورو بإنشاء إطار سياسات واضح للعملات المستقرة من قبل المنظمين الفيدراليين والإقليميين، موضحًا أن “لكي تُعتبر العملات المستقرة بمثابة أموال، يجب أن تكون آمنة ومستقرة مثل الرصيد في حسابك البنكي”. يسلط هذا التصريح الضوء على معايير الأمان التي يسعى إليها البنك المركزي الكندي لدمج هذه الأصول في الاقتصاد الرسمي.

وأشار مورو إلى أن الحكومات حول العالم تتجه لتنظيم العملات المستقرة والأصول المشفرة الأخرى لتمكين المستهلكين من الاستفادة مع حمايتهم من مخاطر الائتمان والسيولة. هذا التوجه العالمي نحو تنظيم الأصول المشفرة يضع ضغوطًا على كندا لتطوير إطارها الخاص لضمان التنافسية والحماية المالية.

تحولات سوق العملات المستقرة العالمية وهيمنة الدولار الأمريكي

تهيمن العملات المستقرة المربوطة بالدولار الأميركي حاليًا على السوق العالمي، مما يعكس الثقة في الاقتصاد الأمريكي. تتزامن تصريحات البنك المركزي الكندي مع ما يصفه الكثيرون في قطاع التشفير بـ”صيف العملات المستقرة”، وهي فترة انتعاش لهذه الأصول الرقمية. هذا الانتعاش جاء عقب إقرار قانون GENIUS في الولايات المتحدة الأمريكية، والذي يُعتقد أنه مهد الطريق لاعتماد أوسع نطاقًا لهذه العملات الرقمية المربوطة بالأصول التقليدية. هذا التطور يعزز أهمية وضع إطار تنظيمي واضح للعملات المستقرة في كندا لمواكبة هذه الديناميكية السوقية المتزايدة.

من العملة الرقمية للبنك المركزي إلى أنظمة الدفع الفوري: أولويات كندا

في عام 2022، تعاون بنك كندا مع معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، أحد رواد الجامعات البحثية، لاستكشاف إمكانية تطوير عملة رقمية للبنك المركزي (CBDC). إلا أن البنك قرر التخلي عن هذه الخطط في سبتمبر 2024، معلنًا تركيزه على أولويات أخرى أكثر إلحاحًا، أبرزها تطوير نظام مدفوعات فوري يتيح للمستخدمين استلام الأموال بشكل لحظي. هذا التوجه نحو تحسين نظام المدفوعات الكندي يعكس رغبة البنك في توفير خدمات مالية أكثر كفاءة وسرعة للمواطنين.

أظهر استطلاع أجراه البنك المركزي حول تصورات الكنديين بشأن العملة الرقمية للبنك المركزي أن 42% من المشاركين كانوا إيجابيين تجاه الفكرة، بينما أبدى 20% منهم “عدم إعجابهم” أو حتى “كرههم” لها. هذه النتائج تعكس تباينًا في الآراء العامة حول مستقبل العملات الرقمية التي تصدرها البنوك المركزية.

تساؤلات حول العملات الرقمية للبنوك المركزية والخصوصية

لا تزال العملات الرقمية للبنوك المركزية (CBDCs) موضوعًا يثير الكثير من الجدل داخل مجتمع التشفير العالمي. يرى الكثيرون أن هذه العملات قد تتعارض مع قيم التمويل المفتوح واللامركزي التي تقوم عليها الأصول المشفرة. كما يحذر المنتقدون من أن العملات الرقمية الصادرة عن البنوك المركزية قد تفتح الباب أمام أنظمة مراقبة شاملة من قبل الدولة، مما يثير مخاوف جدية بشأن خصوصية المستخدمين وحريتهم المالية. هذه المخاوف تزيد من تعقيد عملية اتخاذ القرار بشأن اعتماد أو تطوير مثل هذه العملات في المستقبل.