هبوط قوي.. سعر النفط يتراجع مدفوعًا بفائض الإمدادات | هل تستمر المكاسب للمستهلكين؟

تراجعت أسعار النفط العالمية لليوم الثالث على التوالي، مع هيمنة توقعات فائض المعروض العالمي من الخام على المخاوف الجيوسياسية المتعلقة بالإمدادات الروسية. فقد انخفضت العقود الآجلة لخام برنت لتتجاوز 67 دولاراً للبرميل، بينما بقي خام غرب تكساس الوسيط دون 64 دولاراً، مما يعكس الضغوط المستمرة في الأسواق العالمية التي تتأثر بعوامل متعددة.

فائض المعروض العالمي يضغط على أسعار النفط الخام

تتجه أسعار النفط نحو نطاق تداول ضيق لم تتمكن من الخروج منه منذ مطلع أغسطس، رغم المكاسب الأسبوعية المحدودة التي حققتها. ويأتي هذا التراجع مدفوعاً بتحول تحالف “أوبك+” نحو زيادة الإنتاج بوتيرة أسرع من المتوقع، وهو ما دفع وكالة الطاقة الدولية للتنبؤ بحدوث فائض قياسي في أسواق النفط العام المقبل. هذه التوقعات تشير إلى أن المعروض سيكون أعلى من الطلب، مما يضع ضغطاً هبوطياً كبيراً على الأسعار ويزيد من حالة عدم اليقين في السوق.

دعوات ترمب لخفض إيرادات النفط الروسية وتأثيرها المحدود

أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب أن الصراع الحالي سينتهي “إذا تراجعت أسعار النفط”، معبراً عن استراتيجيته المفضلة لوقف تدفق العوائد النفطية بالدولار الأمريكي التي تمول العمليات الروسية. كما كرر دعوته للدول لوقف شراء الوقود من روسيا، العضو في تحالف “أوبك+”. وفي هذا السياق، قالت بريانكا ساشديفا، كبيرة محللي الأسواق لدى شركة الوساطة “فيليب نوفا” (Phillip Nova) في سنغافورة، إن ضغوط ترمب العلنية تضيف “بعداً سياسياً لا يمكن للأسواق تجاهله”، إلا أنها في الواقع لا تملك تأثيراً كبيراً على كيفية إدارة المنتجين للأسعار أو الإمدادات الفعلية.

هجمات أوكرانية على مصافي النفط الروسية وتداعياتها

رغم أن المخاطر الجيوسياسية، مثل الهجمات على البنية التحتية للطاقة الروسية، ما تزال تدعم علاوة المخاطر في السوق، إلا أن تأثيرها ليس قوياً بما يكفي لمحو أو تقليص الضغوط الناتجة عن مخاوف فائض المعروض. فقد شنت أوكرانيا يوم الخميس هجمات على مصفاتين نفطيتين في روسيا، في إطار تكثيف حملتها لاستهداف أكبر مصدر تمويل لموسكو، مما أثار مخاوف من أن تؤدي إغلاقات إضافية إلى زيادة الضغوط على الأسواق العالمية. وقد تراجعت معدلات التكرير الروسية إلى أقل من 5 ملايين برميل يومياً، وهو أدنى مستوى منذ أبريل 2022، وفق تقديرات “جيه بي مورغان”.

الأسواق تترقب مكالمة ترمب وشي وتطورات العرض

يراقب المستثمرون عن كثب المكالمة المرتقبة يوم الجمعة بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب والرئيس الصيني شي جين بينغ. يبحث الجميع عن مؤشرات حول إمكانية تخفيف التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، والتي قد يكون لها تأثيرات غير مباشرة على الطلب العالمي على النفط. ومن المقرر أن يتحدث الزعيمان في التاسعة صباحاً بتوقيت واشنطن، مما يجعلها حدثاً مهماً يترقبه المشاركون في سوق الطاقة.

تطورات أسعار النفط الخام العالمية

فيما يلي تفاصيل أسعار عقود النفط الآجلة وتغيراتها الأخيرة:

جدير بالذكر أن أسعار خام برنت صعدت بنسبة 0.6% هذا الأسبوع، لكن هذه المكاسب المحدودة لم تكن كافية لانتشاله من النطاق الضيق الذي يسيطر عليه منذ مطلع أغسطس، مع استمرار المخاوف من فائض المعروض في السيطرة على المشهد العام لسوق النفط.