برنت يهبط لـ 67.29 دولارًا.. أسعار النفط تتحدى قرارات الفائدة الأمريكية
انخفضت أسعار النفط اليوم الجمعة مع تزايد المخاوف بشأن الطلب على الوقود في الولايات المتحدة، وهو ما طغى على التوقعات بأن أول خفض لمعدلات الفائدة هذا العام من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيحفّز الاستهلاك. وقد أدت بيانات اقتصادية ضعيفة ومخزونات أمريكية مرتفعة إلى الضغط على أسعار النفط العالمية.
تراجع أسعار النفط الخام عالميًا
سجلت عقود النفط الخام تراجعًا ملحوظًا في التعاملات اليوم، حيث انخفض خام برنت وعقود الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط، مما يعكس حالة عدم اليقين التي تسيطر على السوق.
نوع النفط | التغير (بالسنتم) | النسبة المئوية للتغير | السعر الحالي (دولار للبرميل) |
خام برنت | -15 | -0.2% | 67.29 |
خام غرب تكساس الوسيط | -23 | -0.4% | 63.34 |
مخاوف الطلب الأمريكي تضغط على سوق النفط
تعد الولايات المتحدة أكبر مستهلك للنفط في العالم، وقد أثارت البيانات الصادرة منها قلقًا كبيرًا بشأن مستقبل الطلب على الوقود. فقد ارتفعت مخزونات نواتج التقطير الأمريكية بمقدار 4 ملايين برميل، وهو رقم يفوق بكثير توقعات السوق التي كانت تشير إلى زيادة قدرها مليون برميل فقط. هذا الارتفاع غير المتوقع في المخزونات يبعث برسالة سلبية حول قوة الاستهلاك الفعلي في البلاد، مما يضغط على أسعار النفط.
الاحتياطي الفيدرالي وسياسة الفائدة وتأثيرها على الوقود
كان البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد خفض معدل الفائدة الأساسي بمقدار ربع نقطة مئوية أول أمس الأربعاء، وألمح إلى إمكانية إجراء المزيد من التخفيضات استجابة لمؤشرات ضعف سوق العمل. عادةً ما تؤدي تكاليف الاقتراض المنخفضة إلى تعزيز الطلب على النفط ودفع الأسعار للارتفاع، حيث تشجع الشركات والمستهلكين على الإنفاق والاستثمار. ومع ذلك، لم يتمكن هذا التوقع الإيجابي من كبح جماح المخاوف المتزايدة بشأن ضعف الطلب الحقيقي.
مؤشرات اقتصادية أمريكية تبعث على القلق
ساهمت العديد من البيانات الاقتصادية الأخيرة في زيادة القلق بشأن مستقبل أسعار النفط، حيث تشير هذه البيانات إلى تباطؤ في النمو الاقتصادي للولايات المتحدة.
- أظهرت بيانات طلبات إعانات البطالة هذا الأسبوع أن سوق العمل الأمريكي قد تراجع، مع انخفاض في كل من الطلب على العمالة والمعروض منها.
- هبطت وتيرة بناء المساكن العائلية الواحدة إلى أدنى مستوى لها في عامين ونصف خلال أغسطس الماضي.
- تزامن هذا التراجع في قطاع الإسكان مع وجود فائض من المنازل الجديدة غير المبيعة في السوق.
هذه المؤشرات مجتمعة ترسم صورة لاقتصاد يواجه تحديات، مما يقلل من التفاؤل بشأن زيادة استهلاك النفط.
إجراءات روسية تخفف بعض القلق بشأن الإمدادات
في سياق منفصل، أعلنت وزارة المالية الروسية عن إجراء جديد يهدف إلى حماية الموازنة من تقلبات أسعار النفط والعقوبات الغربية المفروضة عليها. وتعد روسيا ثاني أكبر منتج للنفط الخام في العالم بعد الولايات المتحدة في عام 2024. وقد خفف هذا الإجراء بعض المخاوف المتعلقة بالإمدادات النفطية عالميًا، رغم أنه لم يكن كافيًا للتصدي للضغط السلبي الناتج عن ضعف الطلب.