السد العالي يستقبل المياه.. ارتفاع منسوب النيل الأزرق يدفع بحيرة ناصر نحو الاكتفاء | خبير يكشف تفاصيل غير متوقعة

شهد منسوب مياه النيل الأزرق في السودان ارتفاعًا ملحوظًا بنهاية أغسطس الماضي، وذلك في أعقاب اكتمال ملء بحيرة سد النهضة الإثيوبي. وقد أوضح الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن هذا الارتفاع يأتي نتيجة لتصريف المياه من السد عبر أربع بوابات من المفيض العلوي وجزء محدود من أعلى ممر المفيض الأوسط الذي يتوقع توقفه قريبًا. يأتي هذا التطور في ظل تحديات تتعلق بالتنسيق بين دول حوض النيل حول تشغيل السد.

ارتفاع منسوب النيل الأزرق وتداعيات سد النهضة

أفاد الدكتور عباس شراقي بأن بوابات المفيض تمثل حاليًا المصدر الرئيسي لتصريف الإيراد اليومي من مياه الأمطار المتدفقة، وذلك إلى حين بدء تشغيل توربينات سد النهضة. ومع توقف موسم الأمطار، من المتوقع أن تصبح التوربينات هي المصدر الأساسي لتصريف المياه. ويُشار إلى أن افتتاح السد قد تم مع بقاء التوربينات متوقفة، والاعتماد على بوابات المفيض والممر الأوسط.

تأثيرات امتلاء سد النهضة على السدود السودانية والمصرية

بدأت السدود السودانية في زيادة فتح بواباتها لاستقبال التدفقات المتزايدة من مياه النيل الأزرق. كما بدأ السد العالي في مصر باستقبال مياه النيل الأزرق، إضافة إلى مياه النيل الأبيض المستمرة طوال العام، وذلك منذ بداية سبتمبر الجاري. وقد شهد منسوب المياه أمام السد العالي ارتفاعًا بنحو 75 سم خلال الفترة من 1 إلى 11 سبتمبر، ما يعادل حوالي أربعة مليارات متر مكعب من المياه، بالإضافة إلى استهلاك حوالي ملياري متر مكعب خلال الفترة ذاتها.

تحديات التنسيق وغياب المعلومات حول تشغيل السد

لا يزال غياب التنسيق ونقص المعلومات الواضحة بشأن عمليات فتح وإغلاق بوابات سد النهضة أو تشغيل توربيناته يسبب ارتباكًا كبيرًا في تشغيل السدود الأخرى بدول المصب، وخاصة سد الروصيرص السوداني الذي يبعد 100 كيلومتر فقط عن سد النهضة وحجم بحيرته لا يتجاوز 10 كيلومترات. ورغم أن حجم بحيرة ناصر في مصر يقلل من تأثير غياب هذه المعلومات، إلا أن الدكتور شراقي يؤكد على أهمية توفر بيانات تشغيل واضحة ودقيقة، لما لذلك من دور حيوي في وضع خطط زراعية وري فعالة ومستدامة للعام الجديد.