تحذير من الفشل: محمود محيي الدين يشكك في قدرة العالم على الوفاء بوعود التمويل المناخي

أعرب الدكتور محمود محيي الدين، المبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل التنمية والمدير التنفيذي بصندوق النقد الدولي، عن شكوكه العميقة في قدرة المجتمع الدولي على الوفاء بتعهداته الخاصة بالتمويل المناخي. وأشار إلى أن العالم لم ينجح حتى الآن في توفير المستهدفات المالية المعلنة لمواجهة أزمة تغير المناخ، مؤكدًا الحاجة الملحة لتعزيز الاعتماد على الموارد المحلية وتفعيل دور القطاع الخاص في هذا المجال الحيوي.

تعهدات التمويل المناخي: أرقام تتزايد وشكوك تتصاعد

أوضح محيي الدين خلال لقائه مع الإعلامية دينا سالم على قناة القاهرة الإخبارية، أن تعهدًا دوليًا سابقًا كان يهدف لتوفير 100 مليار دولار سنويًا للتمويل المناخي. إلا أن قمة باكو التي عُقدت العام الماضي رفعت هذا السقف إلى 300 مليار دولار لمواجهة التحديات المتزايدة لتغير المناخ العالمي. لكنه أبدى شكوكًا كبيرة في تحقيق هذه الأرقام، مشيرًا إلى أن العالم عجز حتى عن الوفاء بالهدف الأول الأصغر.

التحول الأخضر: دعوة لتعزيز الموارد المحلية وتشجيع القطاع الخاص

شدد محيي الدين على ضرورة أن تعزز الدول اعتمادها على مواردها المحلية في مشروعات التحول الأخضر، لمواجهة تحديات تمويل المناخ. كما دعا إلى تشجيع القطاع الخاص على الانخراط بفاعلية في مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة، مؤكدًا وجود العديد من النماذج الناجحة التي يمكن الاقتداء بها في هذا المجال الحيوي الذي يدعم التنمية المستدامة.

مصر تقدم نموذجًا رائدًا بمبادرة المشروعات الخضراء الذكية

وفي سياق متصل، أشار الدكتور محمود محيي الدين إلى أن مصر تقدم مثالًا يحتذى به في جهودها نحو الاستدامة من خلال مبادرة المشروعات الخضراء الذكية. هذه المبادرة، التي أُطلقت برعاية رئيس الجمهورية خلال قمة المناخ السابعة والعشرين، استقبلت إقبالًا واسعًا من مختلف الأطراف.

* استقبلت أكثر من 18 ألف مشروع من مختلف المحافظات.
* تضمنت مشروعات صغيرة ومتوسطة.
* شملت مبادرات موجهة للمرأة.
* احتوت على مشروعات مجتمعية كبرى.
* غطت مشاريعها قطاعات إنتاجية متنوعة.

حشد التمويل: ضرورة لدعم الانتقال إلى الاقتصاد الرقمي والأخضر

واختتم محيي الدين حديثه بالتأكيد على أن هذه الجهود المحلية، رغم كونها فرصًا واعدة لتحقيق التنمية المستدامة، إلا أنها تكشف الحاجة الملحة لحشد التمويل الكافي. هذا التمويل ضروري لدعم الانتقال الشامل نحو الاقتصاد الأخضر المتوافق مع البيئة والتحول الرقمي الذي يواكب التطورات العالمية، لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.