تطور يخالف التوقعات.. الذهب يتراجع رغم خفض الفائدة الأمريكية | تحليل اقتصادي

انخفضت أسعار الذهب في تعاملات اليوم، لتتراجع الأوقية بنسبة 0.6% إلى 3638.33 دولار، وذلك عقب يوم واحد من قرار مجلس الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزي الأميركي) خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس. يأتي هذا التراجع على نحو يخالف التوقعات التي كانت تشير إلى ارتفاع الذهب عقب خفض الفائدة، مدفوعًا بعمليات جني الأرباح وتوقعات السوق التي فاقت قرار الفيدرالي.

تراجع أسعار الذهب عالميًا بعد قرار الفيدرالي الأمريكي

شهدت الأسواق العالمية اليوم تراجعًا في أسعار الذهب الفورية بنسبة 0.6%، ليستقر سعر الأوقية عند 3638.33 دولار. كما سجلت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر/كانون الأول انخفاضًا بنسبة 1.3% لتصل إلى 3670.40 دولار. يأتي هذا الانخفاض بعد قرار مجلس الاحتياطي الفدرالي الأمريكي أمس الأربعاء، بخفض أسعار الفائدة للمرة الأولى منذ فترة، في خطوة كان يتوقعها بعض المستثمرين. وكانت الجلسة السابقة قد شهدت تقلبات حادة، حيث لامس سعر الذهب في المعاملات الفورية مستوى قياسيًا بلغ 3707.40 دولار للأوقية بشكل وجيز قبل أن يتراجع عنه.

خطة الفيدرالي الأمريكي وخفض الفائدة

وصف جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي، قرار خفض سعر الفائدة بأنه إجراء “لإدارة المخاطر” جاء استجابة لضعف سوق العمل. وأكد باول أن المجلس سيستمر في تقييم الوضع “من اجتماع لآخر” فيما يتعلق بتوقعات أسعار الفائدة المستقبلية، مما يشير إلى نهج حذر وغير ملتزم بتخفيضات متتالية.

تحليل الخبراء: جني الأرباح والتوقعات المستقبلية للذهب

علق بيتر غرانت، نائب رئيس شركة زانر ميتالز وكبير خبراء المعادن فيها، على هذا التراجع قائلًا: “كان هناك بعض الالتباس إزاء تصريح باول بأن خفض أسعار الفائدة هو إجراء لإدارة المخاطر، ودفعت حالة عدم اليقين هذه إلى جني الأرباح”. ومع ذلك، يرى غرانت أن “اتجاه الذهب الصعودي على المدى الطويل لا يزال قائمًا، وأن التراجع عن أعلى مستوى على الإطلاق سجله أمس هو تراجع تصحيحي بطبيعته”. وأضاف أن “كل مرة يصل فيها الذهب إلى أعلى مستوى جديد، يعزز ذلك من مصداقية هدف 4 آلاف دولار”. يُعرف الذهب بأنه ملاذ آمن للمستثمرين خلال فترات الضبابية الجيوسياسية والاقتصادية، وعادة ما ينتعش في ظل انخفاض أسعار الفائدة، وقد قفز سعره بنسبة 39% تقريبًا هذا العام.

عوامل أخرى تدعم ارتفاع الذهب: دور بنوك بريكس

أشار محللون من شركة إس بي إنجيل في مذكرة تحليلية إلى أن المحرك الرئيسي الحالي وراء ارتفاع أسعار الذهب هو تنويع البنوك المركزية في دول مجموعة بريكس، وخاصة الصين، لاحتياطياتها الدولارية. وتوقعت المذكرة أن يستمر هذا الاتجاه في دعم أسعار الذهب، وأن يوفر انخفاض قيمة الدولار دعمًا مستدامًا للأسعار على المدى الطويل.

لماذا خالف الذهب التوقعات؟ أسباب تراجعه رغم خفض الفائدة

على الرغم من القاعدة الاقتصادية التي تشير إلى أن خفض الفائدة عادة ما يؤدي إلى تراجع الدولار وارتفاع أسعار الذهب، إلا أن الواقع اليوم خالف هذه التوقعات. يمكن تلخيص الأسباب الرئيسية وراء هذا التراجع فيما يلي:

• سعي الكثير من المستثمرين لبيع الذهب لتحقيق أرباح سريعة بعد بلوغه مستوى قياسيًا في الجلسة السابقة.
• توقعات السوق كانت أكبر إزاء خفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، أو إشارة واضحة إلى تخفيضات متتالية في المستقبل.
• ارتفاع الدولار الأمريكي اليوم، حيث إن أي تحسن في قيمة الدولار يجعل الذهب (المسعَّر بالدولار) أغلى لحائزي العملات الأخرى، مما يضغط على الطلب العالمي عليه.

أداء المعادن النفيسة الأخرى في الأسواق العالمية

تأثرت المعادن النفيسة الأخرى أيضًا بتقلبات السوق اليوم، حيث شهدت بعضها تراجعًا بينما ارتفع البعض الآخر: