قرار جديد من قمة العشرين.. مصر تتولى قيادة أجندة الأمن الغذائي العالمي | ماذا يعني هذا الدور؟

شارك علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، في اجتماع وزراء الزراعة لمجموعة العشرين الذي عُقد في كيب تاون بجنوب أفريقيا، لمناقشة التحديات العالمية المتزايدة في مجال الأمن الغذائي. وقد أكدت مصر خلال الاجتماع التزامها بتعزيز التعاون الدولي وتقديم رؤيتها لدعم التنمية الزراعية المستدامة، مع التركيز بشكل خاص على دور أفريقيا المحوري وضرورة بناء نظام تجاري عالمي عادل يضمن استقرار سلاسل الإمداد الغذائي.

مصر تشارك في قمة العشرين لتعزيز الأمن الغذائي العالمي

جاءت مشاركة الوزير علاء فاروق في اجتماع وزراء الزراعة لمجموعة العشرين استجابة لدعوة “جون ستينهويسن” وزير الزراعة الجنوب أفريقي. وتأتي هذه الخطوة في إطار جهود مصر المستمرة لتعزيز التعاون الدولي وتبادل الخبرات لمواجهة أزمات الغذاء العالمية، وتأكيدًا لدور مصر المحوري والهام في قضايا قطاع الزراعة والأمن الغذائي بالمنطقة والعالم. وقد شددت الوفود المشاركة على ضرورة تضافر الجهود الدولية لمواجهة تحديات الأمن الغذائي المتفاقمة.

رسالة الرئاسة المصرية ودعم الإعلان الوزاري لمجموعة العشرين

نقل وزير الزراعة المصري تحيات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى أخيه فخامة الرئيس سيريل رامافوزا رئيس جمهورية جنوب أفريقيا. كما عبر فاروق عن تقدير مصر العميق لجنوب أفريقيا على كرم الضيافة وحسن الاستقبال، مثمنًا التنظيم الجيد والقيادة المتميزة للرئاسة الجنوب أفريقية خلال الاجتماعات التحضيرية لمجموعة العشرين. وأشار فاروق إلى دعم مصر الكامل لما ورد في الإعلان الوزاري لمجموعة العشرين، والذي يعكس إدراكًا جماعيًا للتحديات الخطيرة التي تواجه الأنظمة الغذائية والزراعية في ظل الأزمات العالمية المتداخلة. وقد لفت الوزير إلى أن الإعلان الوزاري قد تضمن محاور أساسية تتوافق تمامًا مع أولويات مصر الوطنية والإقليمية في قطاع الزراعة.

أفريقيا في صدارة أولويات الأمن الغذائي والزراعة المستدامة

أكد الوزير فاروق على أهمية إيلاء اهتمام خاص لقارة أفريقيا، التي تُعد القارة الأكثر تأثرًا بالتغيرات المناخية رغم إسهامها المحدود في مسبباتها. ودعا إلى دعم البرامج الإقليمية مثل برنامج التنمية الزراعية الشاملة في أفريقيا ومبادرات الاتحاد الأفريقي للأمن الغذائي. كما شدد على ضرورة التوسع في الاستثمار الزراعي المسؤول الذي يحقق التوازن بين الأمن الغذائي وحماية الموارد الطبيعية والبيئة. وأكد على أهمية إعطاء أولوية للتقنيات النظيفة والزراعة الذكية مناخيًا، إضافة إلى تشجيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص لتعزيز التنمية الزراعية في القارة.

نظام تجاري عادل وسلاسل إمداد مستقرة رؤية مصرية لمستقبل الغذاء

أشار الوزير إلى دعم مصر لرؤية الاجتماعات بضرورة وجود نظام تجاري متعدد الأطراف وعادل. واعتبر أن هذا النظام له دور محوري في تحقيق الاستقرار في الأسواق وتأمين سلاسل الإمداد الغذائي، خاصة في أوقات الأزمات والتحديات. كما أعرب عن تقديره للجهود الكبيرة التي بذلتها رئاسة جنوب أفريقيا للاجتماعات، وعن أمله في أن يستمر التعاون البناء تحت رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية لمجموعة العشرين في عام 2026، لضمان استمرارية الحوار والعمل المشترك حول قضايا الأمن الغذائي العالمي.

التزامات عملية نحو نظم غذائية مستدامة وشاملة

شدد وزير الزراعة على أن مصر ستواصل العمل مع شركائها الدوليين لتحويل المبادئ والالتزامات التي تم الاتفاق عليها إلى إجراءات عملية على أرض الواقع. ويهدف هذا التوجه إلى تحقيق نظم غذائية مستدامة وعادلة لها القدرة على مواجهة التحديات، وتضمن حياة كريمة للأجيال الحالية والمستقبلية، بما يساهم في بناء مستقبل غذائي أكثر أمانًا للجميع. وقد تضمن الإعلان الوزاري للمجموعة عدة محاور رئيسية تعكس هذا الالتزام:

• تعزيز الأمن الغذائي والتغذية عبر سياسات شاملة تضمن مشاركة عادلة في الأسواق وتحقيق العدالة الاجتماعية.
• تمكين الشباب والمرأة باعتبارهم قوة الدفع الرئيسية لمستقبل زراعي أكثر استدامة وإنتاجية.
• تشجيع الابتكار ونقل التكنولوجيا على أساس طوعي وبشروط متفق عليها، بما يحقق العدالة ويضمن استفادة جميع المزارعين، خصوصًا صغار المزارعين.
• بناء القدرة على مواجهة التغيرات المناخية من خلال الزراعة المستدامة والإدارة الفعالة للموارد الطبيعية.