14 دولة تتوحد.. مبادرة شراكة مستقبل الاستثمار والتجارة لمواجهة سياسات ترامب | هل تغير خريطة التجارة العالمية؟
أعلنت 14 دولة صغيرة ومتوسطة الحجم، عضوة في منظمة التجارة العالمية، عن تشكيل تحالف جديد يحمل اسم “شراكة مستقبل الاستثمار والتجارة” (FIT Partnership). يضم التحالف، الذي أُعلن عنه مؤخرًا، دولًا بارزة مثل سنغافورة والإمارات والمغرب، ويهدف إلى تعزيز الروابط التجارية الدولية ودعم النظام التجاري متعدد الأطراف القائم على القواعد، وذلك في ظل تصاعد الضغوط العالمية التي تهدد هذا النظام، أبرزها السياسات الحمائية.
تحالف دولي جديد يدعم نظام التجارة العالمي
تأتي مبادرة “شراكة مستقبل الاستثمار والتجارة” لتعزيز نظام تجاري عالمي مفتوح وعادل يعود بالنفع على جميع الدول المشاركة. تمثل هذه الشراكة ردًا مباشرًا على التحديات والضغوط المتزايدة التي يواجهها نظام التجارة العالمي القائم على القواعد، والتي تهدد بتفتيت الأسواق وإضعاف النمو الاقتصادي العالمي. وتعد الدول الأعضاء، وهي اقتصادات صغيرة ومفتوحة، الأكثر اعتمادًا على نظام تجاري يمكن التنبؤ به ومفتوح لضمان نموها وتطورها المستمر.
الدول الأعضاء في شراكة مستقبل الاستثمار والتجارة
وفقًا لما نشره موقع “ذا ستريتس تايمز”، تضم الشراكة 14 دولة متنوعة جغرافياً واقتصادياً. تلتزم هذه الدول بدعم المبادئ المشتركة لتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي. وقد تم الإعلان عن الشراكة بشكل رسمي خلال اجتماع وزاري افتراضي عُقد في السادس عشر من سبتمبر الماضي، بحضور المدير العام لمنظمة التجارة العالمية، مما يؤكد أهميتها على الساحة الدولية.
تشمل قائمة الدول الأعضاء في التحالف:
* سنغافورة
* بروناي
* تشيلي
* كوستاريكا
* أيسلندا
* ليختنشتاين
* المغرب
* نيوزيلندا
* النرويج
* بنما
* رواندا
* سويسرا
* الإمارات العربية المتحدة
* أوروغواي
أهداف الشراكة ومجالات التركيز الرئيسية
تسعى شراكة “مستقبل الاستثمار والتجارة” إلى معالجة العديد من التحديات الناشئة واقتناص الفرص الجديدة ضمن ثلاثة مجالات محورية تخدم التجارة العالمية. وتعمل هذه الشراكة كمنصة مرنة وغير رسمية، تهدف إلى تعزيز التعاون الفعال بين القطاعين العام والخاص، بالإضافة إلى تمكين وتبني تكنولوجيا التجارة الحديثة لدفع عجلة النمو الاقتصادي.
تتمثل مجالات التركيز الرئيسية للشراكة في:
* **مرونة سلاسل التوريد:** العمل على بناء سلاسل إمداد عالمية أكثر قوة وقدرة على التكيف مع الصدمات والأزمات المستقبلية.
* **تسهيل الاستثمار والتخفيف من الحواجز:** تبسيط الإجراءات المتعلقة بالاستثمار وتقليل الحواجز غير الجمركية التي تعيق تدفق التجارة العالمية.
* **تسهيل التجارة:** تطبيق أفضل الممارسات والإجراءات التي تهدف إلى تبسيط العمليات التجارية وتخفيض التكاليف المرتبطة بها.
رؤية القيادة وأهمية المبادرة
أكد جان كيم يونغ، نائب رئيس وزراء سنغافورة ووزير التجارة والصناعة، أن تشكيل هذه الشراكة يعكس الإرادة الجماعية القوية للدول الأعضاء في دعم النظام التجاري متعدد الأطراف. وشدد على أهمية مواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية التي تواجه التجارة العالمية. وأعرب يونغ عن أمله في أن تكون شراكة “FIT” حافزًا للابتكار، وأن يتم توسيع نطاقها لاحقًا لتصل إلى المستوى متعدد الأطراف، بهدف تعزيز دور ومكانة منظمة التجارة العالمية بشكل عام.
الخطوات المستقبلية للشراكة وانفتاحها على دول جديدة
من المقرر أن تستضيف سنغافورة أول اجتماع وزاري رسمي لتحالف “شراكة مستقبل الاستثمار والتجارة” على هامش فعاليات “منتدى بلومبيرغ للاقتصاد الجديد” في نوفمبر القادم. سيعمل الوزراء خلال هذا الاجتماع على بلورة مبادرات ملموسة ووضع خطط عمل تفصيلية سيتم الإعلان عنها في حينه. كما أكدت الشراكة أن باب الانضمام مفتوح أمام أي دول أخرى تشاركها نفس الأهداف والمبادئ، وذلك لضمان بقاء المبادرة شاملة وقادرة على التكيف المستمر مع المشهد العالمي سريع التغير، وتعزيز مشاركة المزيد من الدول في جهود دعم التجارة الحرة.