تطور عالمي غير مسبوق.. طيران الإمارات تكشف عن مشروعها السري بامتلاك مزرعة عملاقة | هذا هو السبب

أصبحت طيران الإمارات الناقلة الوحيدة عالمياً التي تمتلك مشروعاً زراعياً متكاملاً خاصاً بها، وهو مزرعة “بوستانيكا” العمودية في دبي. هذا المشروع الضخم، الذي تجاوزت استثماراته 150 مليون درهم، ينتج أكثر من مليون كيلوغرام من الخضروات الورقية سنوياً، ليتم توريدها مباشرة إلى رحلات الناقلة، ما يرسخ مكانتها الريادية في الابتكار والاستدامة ويوفر وجبات طازجة وصحية للمسافرين.

“بوستانيكا”: عملاق الزراعة العمودية يكسر الحواجز

تُعد مزرعة “بوستانيكا” الأكبر من نوعها في العالم، حيث أقيمت على مساحة 30 ألف متر مربع بالقرب من مطار آل مكتوم الدولي بدبي. يمثل هذا الصرح الزراعي نموذجاً فريداً يجمع بين أحدث تقنيات الزراعة العمودية الحديثة ورؤية الإمارات الطموحة نحو تحقيق الاستدامة. يعتمد المشروع على أساليب إنتاج متقدمة لا تستخدم أي مبيدات حشرية أو تربة، مع تحقيق كفاءة عالية في استخدام الموارد.

وفيما يلي أبرز المعلومات المالية والإنتاجية للمزرعة:

تنتج المزرعة مجموعة واسعة من الخضروات الورقية الطازجة مثل الخس والجرجير والسبانخ، التي تتميز بجودتها العالية ونقاوتها.

منتجات طازجة للمسافرين والتزام بالاستدامة

لا تقتصر منتجات “بوستانيكا” على الأسواق المحلية، بل يتم توجيهها بشكل أساسي ومباشر لتلبية احتياجات رحلات طيران الإمارات. هذا يعني أن المسافرين على متن الناقلة يستمتعون بوجبات تتضمن خضروات طازجة وصحية من إنتاج الشركة نفسها، وهي تجربة نوعية قلما تتوافر في قطاع الطيران العالمي.

يعكس هذا المشروع الكبير التزام طيران الإمارات بمفاهيم الاستدامة البيئية، وذلك من خلال:

• تقليل الانبعاثات الكربونية الناتجة عن عمليات النقل والتخزين، بفضل الحصاد والتغليف داخل الموقع نفسه.
• الاستهلاك المنخفض للمياه بنسبة تصل إلى 95% مقارنة بالزراعة التقليدية، مما يساهم في الحفاظ على الموارد الطبيعية.
• توفير منتجات غذائية خالية من المبيدات، مما يعزز صحة وسلامة الركاب.

وبينما تعتمد معظم شركات الطيران الكبرى على موردين خارجيين لتوفير منتجاتها الغذائية، فقد كسرت طيران الإمارات هذه القاعدة بامتلاكها منظومة إمداد غذائي متكاملة خاصة بها، ما يمنحها استقلالية وجودة أعلى في خدماتها.

دعم الأمن الغذائي ومكانة دبي العالمية

يتناغم مشروع “بوستانيكا” بشكل مباشر مع الجهود الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة في مواجهة تحديات الأمن الغذائي ومكافحة الهدر الغذائي. فمن خلال استخدام موارد أقل مع تحقيق إنتاجية أعلى وجودة مضمونة، يساهم المشروع في تحقيق استقرار غذائي على المدى الطويل. كما يضع هذا المشروع الرائد دبي كمنصة عالمية رائدة لتطبيقات الزراعة العمودية على نطاق تجاري واسع، مما يفتح الباب أمام توظيف التكنولوجيا الزراعية في خدمة قطاعات أخرى. تؤكد الأوساط الاقتصادية أن هذه المبادرات تمثل قيمة مضافة حقيقية للاقتصاد المحلي، فهي تجمع بين الابتكار والبيئة وقطاع الطيران، وتدعم مكانة الإمارات كمركز ريادي في مجالات متعددة.

ريادة طيران الإمارات في الابتكار وخدمة المسافرين

يُعد امتلاك طيران الإمارات لمزرعة مخصصة لتزويد رحلاتها بالخضروات الطازجة سابقة فريدة من نوعها في تاريخ صناعة الطيران. هذا التفرد يعكس عقلية استباقية لدى إدارة طيران الإمارات التي تبحث دائماً عن حلول غير تقليدية لتعزيز تنافسيتها عالمياً. لا يعتبر هذا المشروع بمعزل عن توجه الشركة العام نحو الابتكار، بل يتكامل مع خططها لتحديث أسطولها الجوي واعتماد أحدث التقنيات الرقمية والبيئية. تؤكد هذه الخطوة أن الناقلات الجوية يمكن أن تكون أكثر من مجرد شركات نقل، بل يمكنها أن تصبح لاعبين محوريين في منظومات الأمن الغذائي والاستدامة. قد يشكل نجاح “بوستانيكا” دافعاً لشركات أخرى حول العالم لتبني نماذج مشابهة، رغم أن الطريق ما زال طويلاً أمام هذه المزارع لتصبح جزءاً طبيعياً من قطاع الطيران.

هذا المشروع يضع علامة فارقة في مسيرة طيران الإمارات، حيث يلتقي مفهوم الخدمة الفاخرة للمسافرين مع المسؤولية البيئية والاجتماعية في آن واحد. لا شك أن هذه المبادرة تساهم في تعزيز صورة دبي كمدينة لا تعرف المستحيل، وقادرة على الدمج بين أكثر من صناعة في إطار واحد قائم على الابتكار والريادة.