وداعًا الكويت.. ماجد الفطيم توقف عمليات كارفور بشكل نهائي | ماذا يعني هذا للمستهلكين؟
أعلنت مجموعة ماجد الفطيم المالكة لحقوق تشغيل سلسلة كارفور في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، عن إغلاق جميع فروعها ومنافذ البيع التابعة لكارفور الكويت بشكل كامل ونهائي اعتبارًا من أمس الثلاثاء الموافق 16 سبتمبر 2025. يشمل هذا القرار وقف العمليات التشغيلية للمتاجر المادية والمنصة الإلكترونية، في خطوة مفاجئة أنهت عقودًا من تواجد العلامة التجارية العالمية في السوق الكويتي. وقد وجهت الشركة شكرها للعملاء على ثقتهم ودعمهم طوال السنوات الماضية.
قرار ماجد الفطيم وإغلاق فروع كارفور الكويت
جاء إعلان إغلاق كارفور الكويت عبر بيان رسمي نشرته مجموعة ماجد الفطيم على صفحاتها الرقمية، مؤكدة توقف جميع الأنشطة التجارية بشكل نهائي في الدولة. لم يقتصر هذا التوقف على المتاجر الكبرى ومنافذ البيع المنتشرة في أنحاء الكويت فحسب، بل شمل أيضاً إغلاق الموقع الإلكتروني الخاص بخدمات التسوق أونلاين، ما يؤكد أن القرار يشمل كامل الأنشطة التشغيلية المتعلقة بالعلامة التجارية داخل السوق الكويتي. وقد تضمن البيان رسالة شكر وامتنان للعملاء الذين ارتادوا فروع كارفور على مدار عقود، مشيرة إلى نهاية رحلة طويلة للعلامة التجارية في البلاد.
أسباب محتملة وراء انسحاب كارفور من السوق الكويتي
على الرغم من أن مجموعة ماجد الفطيم لم تكشف عن أسباب واضحة ومباشرة وراء قرار إغلاق كارفور الكويت، إلا أن التقارير المالية للشركة تشير إلى ضغوط اقتصادية متزايدة. فبحسب التقرير نصف السنوي الصادر عن المجموعة لعام 2024، تكبد قطاع التجزئة لديها تراجعًا ملحوظًا في الأرباح وصل إلى 47%. هذا الانخفاض الكبير في الربحية كان من أبرز العوامل التي قد تكون قد دفعت لاتخاذ قرار الانسحاب، خاصة في ظل انخفاض ثقة المستهلك وتراجع القوة الشرائية في المنطقة بسبب الأزمات الاقتصادية والتوترات الجيوسياسية التي تؤثر على أسواق التجزئة. هذه الظروف الصعبة غالبًا ما تدفع الشركات الكبرى لإعادة تقييم استراتيجياتها التشغيلية.
انسحابات إقليمية سابقة لسلسلة كارفور
لم يكن إغلاق كارفور الكويت خطوة مفاجئة تمامًا وغير مسبوقة في المنطقة، بل جاء ضمن سلسلة من الانسحابات المشابهة التي نفذتها مجموعة ماجد الفطيم في أسواق أخرى بالشرق الأوسط. ففي العام الماضي، أعلنت المجموعة عن وقف عملياتها في الأردن، كما قامت بتجميد نشاطها في سلطنة عُمان. هذه التحركات المتتالية قد تعكس استراتيجية جديدة للشركة تركز على إعادة هيكلة عملياتها الإقليمية، أو ربما تشير إلى استجابتها لضغوط داخلية وخارجية أجبرتها على إعادة النظر في وجودها وتشغيلها في بعض الأسواق التي لم تعد تحقق العوائد المرجوة.
مستقبل كارفور في الأسواق العربية بعد إغلاق الكويت
يثير قرار إغلاق كارفور الكويت تساؤلات جدية حول مدى قدرة العلامة التجارية العالمية على الصمود والتكيف في الأسواق العربية خلال السنوات المقبلة. فمع تزايد التحديات الاقتصادية وتغير سلوك المستهلك، قد تجد سلاسل المتاجر الكبرى نفسها مضطرة لإعادة تقييم نماذج أعمالها. هذا الانسحاب من السوق الكويتي، وما سبقه من انسحابات أخرى، يدفع للمزيد من التفكير حول مستقبل تجارة التجزئة والمتاجر الكبرى في المنطقة، وإمكانية تأثير ذلك على أسواق مثل البحرين ودول الخليج الأخرى التي تشهد منافسة قوية وتغيرات سريعة في المشهد الاقتصادي.