قفزة جديدة.. سعر اليوان يصعد بقوة | ترقب مكالمة ترمب وشي يقلب الموازين

ارتفع اليوان الصيني متجاوزًا السعر المرجعي اليومي الذي يحدده البنك المركزي للمرة الأولى منذ يوليو، ما يعكس تزايدًا في تفاؤل المتعاملين بالعملة الصينية. يأتي هذا الصعود قبيل أيام حافلة بالأحداث الاقتصادية والسياسية الهامة، أبرزها قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المرتقب واتصال محتمل بين الرئيسين الصيني والأمريكي، وهي عوامل قد ترسم مسار العملة في الفترة المقبلة.

العوامل الرئيسية وراء صعود اليوان الصيني

شهد اليوان في السوق الخارجية، المعروف باسم CNH، صعودًا ملحوظًا جعله يتجاوز السعر المرجعي مؤقتًا يوم الأربعاء. يتأثر هذا اليوان بمشاعر المستثمرين بشكل أكبر كونه أقل خضوعًا للتدخلات الرسمية مقارنة بنظيره في السوق المحلية. ظل اليوان في السوق الخارجية أقوى من نظيره المحلي تقريبًا طوال أيام هذا الشهر، في تحول لافت عن مساره خلال شهري يوليو وأغسطس الماضيين، ما يشير إلى ثقة متزايدة في أداء العملة الصينية.

أحداث حاسمة ترسم مسار اليوان: من الفيدرالي إلى قمة شي وترامب

رغم تنامي التفاؤل حيال صعود اليوان، إلا أن هناك ثلاثة أحداث محفوفة بالمخاطر قد تحسم مساره في الأيام القادمة. هذه الأحداث قد تؤدي إلى تقلبات كبيرة في سعر صرف اليوان الصيني مقابل الدولار الأمريكي:

• قرار السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي: سيصدر القرار يوم الأربعاء، وقد يؤدي إلى حدوث تقلبات حادة في قيمة الدولار، الذي يُعد العامل الأبرز وراء قوة اليوان أو ضعفه.
• اتصال مرتقب بين شي جين بينغ ودونالد ترامب: من المتوقع أن يجري الرئيس الصيني ونظيره الأمريكي اتصالًا هاتفيًا يوم الجمعة، وقد يترك هذا الاتصال أثرًا كبيرًا على تحركات العملة، خاصة إذا نتج عنه أي اتفاق نهائي يضمن استمرار عمل تطبيق “تيك توك” في الولايات المتحدة.
• عطلة العيد الوطني الصيني: تمنح عطلة العيد الوطني، التي تمتد لأسبوع في أكتوبر، السلطات فرصة لدفع سعر الصرف الفوري ليتجاوز السعر المرجعي، ما قد يعزز قوة اليوان.

توقعات الخبراء لمستقبل زوج الدولار-يوان

يراقب بعض المحللين مستوى 7.1 يوان مقابل الدولار في التسعير اليومي، باعتباره مؤشرًا على توجهات البنك المركزي الصيني. يتوقع خبراء العملات استمرار هذا الاتجاه الصعودي لليوان.

قال خون جوه، رئيس الأبحاث الآسيوية لدى “أستراليا أند نيوزيلندا بانكينغ غروب” ومقرها سنغافورة: “مع تقارب اليوان في السوق الخارجية مع السعر المرجعي وتراجع قوة الدولار، يبدو أن الوقت مناسب لاستئناف تعزيز السعر المرجعي”. وأضاف: “من المتوقع أن يتراجع زوج الدولار-يوان، مع تقديراتي بأن يصل إلى 7.05 بنهاية العام، ويهبط دون مستوى 7 خلال العام المقبل”.
وفي السياق ذاته، قالت فرانسيس تشيونغ، المسؤولة عن وضع الرؤى والتوقعات بشأن الصرف الأجنبي لدى شركة “أوفرسي-تشاينيز بانكينغ كورب” ومقرها سنغافورة: “نتوقع أن يتجه سعر صرف الدولار/اليوان نحو مستوى 7.08 بنهاية العام، مع احتمال أن ينخفض دونه”. وأشارت إلى أن “تسعيرات اليوان المرجعية تشير إلى أن السلطات تسمح بوتيرة تدريجية ومضبوطة من الارتفاع، في حين يبقى الاتجاه العام لضعف الدولار الأمريكي قائمًا”.

آليات عمل سعر الصرف المرجعي في الصين

تكمن وظيفة السعر المرجعي في توجيه حركة اليوان داخل الصين، حيث يُسمح للعملة بالتداول ضمن نطاق 2% صعودًا وهبوطًا حول ذلك المستوى المحدد. عمل بنك الشعب الصيني الشهر الماضي على توجيه اليوان نحو مزيد من القوة عبر السعر المرجعي، مستندًا في ذلك إلى بيانات الصادرات القوية ومحادثاته التجارية مع الولايات المتحدة. هذه الآلية تمنح البنك المركزي القدرة على إدارة استقرار العملة وتوجيهها ضمن مستويات محددة.

محركات أخرى تعزز قوة العملة الصينية

تُعزز معنويات السوق أيضًا موجة صعود الأسهم المحلية الصينية، بالإضافة إلى التفاؤل بأن تتمكن بكين من انتشال الاقتصاد الصيني من دوامة الانكماش عبر حملتها لمواجهة حروب الأسعار. هذه العوامل الاقتصادية الداخلية، إلى جانب التوجهات العالمية، تساهم في دعم قوة العملة الصينية وتجعلها محط أنظار المستثمرين العالميين.