11% تراجع.. السوق السعودي يتحدى الأرقام | لماذا يصمد المؤشر رغم الخسائر منذ بداية العام؟
شهد سوق الأسهم السعودية تراجعًا بنحو 11% منذ بداية العام، ما أثار تساؤلات المستثمرين حول استقرار السوق. إلا أن رئيس هيئة السوق المالية، محمد القويز، أكد أن هذا التراجع لا يعكس ضعفًا، بل يشير إلى نضج السوق وزيادة استقراره بفضل التحولات الهيكلية الكبيرة المدعومة برؤية المملكة 2030 الطموحة.
تحول جذري في طبيعة التداول بسوق الأسهم
أوضح القويز أن سوق الأسهم السعودية شهد تحولًا جذريًا في طبيعة التداول لم يكن موجودًا قبل إطلاق رؤية المملكة 2030. فبعد أن كان المستثمرون الأفراد يسيطرون على نحو 90% من عمليات البيع والشراء، أصبح السوق اليوم أكثر توازنًا بتوزيع متساوٍ بين المستثمرين الأفراد والمؤسسات بنسبة 50% لكل منهما. هذا التوازن الجديد عزز من استقرار السوق بشكل كبير وقلل بشكل ملحوظ من حدة المضاربات الفردية التي كانت تتسبب في تذبذبات غير مرغوبة في السابق.
أسباب تراجع السوق وتأثيره على استقرار الأسهم
بالرغم من التراجع الذي بلغت نسبته ما بين 10 إلى 11% منذ بداية العام، أكد رئيس هيئة السوق المالية أن معدل التذبذب في سوق الأسهم السعودية بات أقل بكثير مما كان عليه قبل سبع أو ثماني سنوات مضت. ويعود الفضل في ذلك إلى دخول المؤسسات الاستثمارية الكبرى التي تجلب معها وجهات نظر متنوعة واستراتيجيات استثمارية طويلة الأمد. هذا التنوع في أنماط اتخاذ القرارات الاستثمارية ساهم في خلق سوق أكثر استقرارًا وأقل تأثرًا بالصدمات المفاجئة، مما يعزز الثقة في بيئة الاستثمار السعودية.
مستقبل سوق الأسهم السعودي في ظل رؤية 2030
يرى محمد القويز أن السوق السعودي يتقدم بخطى ثابتة نحو النضج والاحترافية، وذلك بفضل الجهود المستمرة لتطوير البيئة الاستثمارية وفتح الأبواب أمام المستثمرين الأجانب. وأشار إلى أن السوق اكتسب قدرة تنافسية عالية على الصعيدين الإقليمي والعالمي، مدعومًا بتحسين البنية التحتية المالية وتعزيز الشفافية والحوكمة. ومع التطور المتوقع للقطاعات الاقتصادية المتنوعة ضمن رؤية 2030، يُنتظر أن يوفر السوق فرصًا جديدة للنمو على المديين المتوسط والبعيد، مما يجعله وجهة واعدة للاستثمار طويل الأمد رغم التحديات الراهنة.