تطور حاسم في ملف “تيك توك”.. واشنطن وبكين على وشك إنهاء الصراع بتسوية تاريخية.
الولايات المتحدة والصين تقتربان من تسوية تاريخية للنزاع حول تطبيق “تيك توك” بعد محادثات مكثفة، تتضمن اتفاقاً مبدئياً على نقل ملكية المنصة لجهة أميركية. هذا التفاهم، الذي يهدف لحماية الأمن القومي الأميركي وضمان أمان بيانات المستخدمين، يشمل أيضاً إنشاء لجنة مشتركة لمراقبة سياسات إدارة البيانات وخوارزميات التوصية. ومن المتوقع أن يمهد هذا الاتفاق الطريق أمام جولات تفاوض فنية لوضع اللمسات النهائية قبل التوقيع الرسمي.
إطار عمل مبدئي لحل أزمة تيك توك
توصّلت الولايات المتحدة والصين إلى إطار عمل مبدئي يهدف إلى حل النزاع المستمر منذ سنوات بشأن تطبيق “تيك توك” الذي يمتلكه بايت دانس. يقضي هذا الإطار بإنشاء لجنة مشتركة تكون مهمتها مراقبة سياسات إدارة البيانات وخوارزميات التوصية، لضمان عدم استغلالها في أغراض تجسسية أو سياسية. أكد مسؤولون أميركيون أن هذه الخطوة تهدف إلى حماية الأمن القومي للولايات المتحدة دون اللجوء إلى حظر كامل للتطبيق. زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش مكونيل أشار إلى أن الاتفاق سيعتمد على معايير أمان خاصة ترفع الثقة في بيئة تشغيل “تيك توك” لدى المستخدمين الأميركيين.
ضمان أمن البيانات وخصوصية المستخدمين الأميركيين
من المتوقع أن يبدأ الجانبان قريباً جولة مفاوضات فنية لوضع اللمسات النهائية على الاتفاق. يُتوقع أن يتضمن هذا الاتفاق متطلبات واضحة لتخزين بيانات المستخدمين الأميركيين داخل الولايات المتحدة. كما سيشمل اشتراطات شفافة لمراجعة خوارزميات التوصية من قِبل جهات حكومية مستقلة لتعزيز أمان بيانات المستخدمين. يرى محللون أن نجاح هذه التسوية سيشكل سابقة تاريخية في إدارة الأصول الرقمية العابرة للحدود، وقد يعيد فتح سوق التطبيقات الصينية أمام المستثمرين الأميركيين والدوليين مع الحفاظ على المكاسب السوقية لتطبيق “تيك توك”.
بكين ترفض القيود التعسفية على شركات التكنولوجيا
من جهتها أكدت الخارجية الصينية رفض بكين لأي إجراء يُنطوي على تمييز أو فرض قيود تعسفية على شركات التكنولوجيا الوطنية. صرح وزير الخارجية الصيني تشين قانغ أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بأن التعاون سيكون قائماً على احترام السيادة الرقمية وتبادل البيانات ضمن أطر قانونية واضحة. أكد لي شينغانغ ممثل التجارة الخارجية الصيني التوصل إلى تفاهم على إطار عام للاتفاق، مؤكداً التزام بكين بحماية حقوق الشركات الصينية واستمرار التعاون ضمن القوانين الدولية.
اتفاق مبدئي على نقل ملكية تيك توك لجهة أميركية
أسفرت محادثات استمرت يومين بين وفدي الولايات المتحدة والصين في العاصمة الإسبانية مدريد عن اتفاق مبدئي يقضي بنقل ملكية منصة “تيك توك” إلى جهة أميركية. جاء هذا الاتفاق تمهيداً لتوقيع اتفاق نهائي بين الرئيسين دونالد ترامب وشي جينبينغ. رحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالتقدم المحرز، مشيراً إلى أن الصفقة ستسعد الملايين من الشباب الأميركيين الذين يقدّرون تطبيق “تيك توك”. بدوره قال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت إن الصفقة تتضمن انتقال الملكية بالكامل إلى جهة أميركية دون الكشف عن هوية طرفي الصفقة الخاصة، مؤكداً أن الرئيسين سيتباحثان لاستكمال التفاصيل النهائية. جاءت هذه المحادثات بعد تمديد مهلة بيع “تيك توك” التي حددها الكونغرس الأميركي في قانون 2024 إلى ما بعد 17 سبتمبر في ظل تهديد بحظر التطبيق إذا لم تفرط شركة بايت دانس المالكة فيه. يتطلب إتمام الصفقة موافقات الجهات التنظيمية الصينية والأمريكية على حد سواء.
تأثيرات اتفاق تيك توك على العلاقات التجارية الأوسع
تطرقت المباحثات أيضاً إلى ملكية الخوارزميات المستخدمة في التطبيق إضافة إلى شروط تخزين بيانات المستخدمين داخل الولايات المتحدة. يُعد نجاح هذه الصفقة سابقة في إدارة الأصول الرقمية العابرة للحدود ويسمح بإعادة فتح السوق الأميركية أمام التطبيقات الصينية. في سياق متصل بالمشاريع التجارية بين البلدين شرعت الصين في فتح تحقيقات ضد شركة “إنفيديا” في ظل توترات متزايدة في قطاع أشباه الموصلات. بينما اتفقت واشنطن وبكين في مايو الماضي على خفض الرسوم الجمركية المتبادلة بشكل مؤقت لمنع مزيد من الاضطرابات في سلاسل التوريد. ينوي الجانبان عقد جولة تفاوضية جديدة خلال الشهر المقبل لبحث تفاصيل الصفقة التجارية والرقابية في محاولة للحفاظ على الهدنة التي مددت حتى الثاني عشر من نوفمبر في ملف الرسوم الجمركية والتجارة الثنائية.