لأول مرة في التاريخ.. أسعار الذهب عالميًا تكسر حاجز 3700 دولار للأونصة | قفزة غير مسبوقة بالأسواق

ارتفعت أسعار الذهب عالمياً لتسجل مستوى تاريخياً غير مسبوق عند 3700 دولار للأوقية لأول مرة في تاريخها، مدفوعة بتوقعات خفض وشيك لأسعار الفائدة الأمريكية. هذا الصعود القياسي انعكس بقوة على السوق المحلي في مصر، حيث واصل المعدن النفيس مكاسبه ليلامس مستويات جديدة لعيار 21، وسط ترقب لتحركات الفيدرالي الأمريكي وتأثيرها على مسار الذهب.

الذهب العالمي يسجل مستويات تاريخية جديدة

أكد إيهاب واصف، رئيس شعبة الذهب والمعادن الثمينة في اتحاد الصناعات، أن الأسعار العالمية للمعدن النفيس حققت قفزة غير مسبوقة، مسجلة 3700 دولار للأوقية للمرة الأولى في تاريخها. جاء هذا الارتفاع مدعوماً بتوقعات قوية لخفض أسعار الفائدة الأمريكية خلال الأسبوع الجاري. وأشار تقرير شعبة الذهب إلى أن المعدن الأصفر قد حقق مكاسب فاقت 40% منذ بداية العام، الأمر الذي انعكس بقوة على السوق المحلي، حيث شهد عيار 21 أعلى مستوياته منذ أبريل الماضي.

ما وراء صعود أسعار الذهب: الدولار والفائدة

تتعدد الأسباب وراء هذا الصعود المذهل للذهب، وفي مقدمتها ضعف الدولار الأمريكي الذي سجل أدنى مستوياته خلال الشهرين الماضيين. وأوضح واصف أن العلاقة العكسية بين الدولار والذهب تلعب دوراً محورياً في دعم قيمة المعدن الثمين. فمع توقعات خفض الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي، تقل تكلفة الفرصة البديلة لامتلاك الذهب الذي لا يدر عائداً مباشراً، مما يجعله أكثر جاذبية للمستثمرين. ولم يقتصر الأمر على التوقعات الاقتصادية، بل جاء الارتفاع القياسي مدفوعاً أيضاً بمطالبات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العلنية لرئيس الفيدرالي جيروم باول بخفض أكبر لأسعار الفائدة.

توقعات الفيدرالي الأمريكي ومستقبل الذهب

يتجه المستثمرون وأنظار الأسواق العالمية نحو قرار الفيدرالي الأمريكي المرتقب، حيث تشير التوقعات شبه المؤكدة حالياً إلى خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس. ورغم أن احتمالات الخفض الأكبر بمقدار 50 نقطة أساس تبدو ضعيفة، إلا أن الضغوط الرئاسية قد تزيد من فرص تبني سياسة نقدية أكثر تيسيراً.
وبعد الاجتماع، ستكون هناك نقاط رئيسية يجب مراقبتها لتحديد مسار الذهب المستقبلي:

• تصريحات جيروم باول رئيس الفيدرالي الأمريكي.
• خريطة توقعات الفيدرالي لأسعار الفائدة والنمو.
• مؤشرات التضخم ومعدلات البطالة.

أوضح واصف أنه في حال أظهر البنك المركزي الأمريكي انفتاحاً لمزيد من الخفض خلال الفترة القادمة، فإن الذهب سيكون مرشحاً لمواصلة الصعود نحو مستويات تاريخية جديدة. على النقيض، إذا تبنى باول لهجة متحفظة، فقد يشهد المعدن الأصفر حركة تصحيحية طبيعية بعد موجة الصعود القوية الأخيرة.
من جانب آخر، أظهرت بيانات مجلس الذهب العالمي ارتفاع صافي التدفقات النقدية إلى صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب للأسبوع الثالث على التوالي، مسجلة 14.9 طن خلال الأسبوع المنتهي في 12 سبتمبر، وهو أعلى مستوى منذ منتصف أبريل الماضي، مما يعكس تزايد ثقة المستثمرين في الذهب كملاذ آمن.

انعكاسات الارتفاع العالمي على أسعار الذهب في مصر

لم تكن السوق المصرية بمنأى عن هذه التطورات العالمية، فقد وسعت أسعار الذهب في مصر مكاسبها للجلسة الثانية على التوالي، مدعومة بالارتفاعات التاريخية عالمياً. ومع استقرار نسبي في حركة سعر الصرف المحلي، أصبح التسعير في السوق المصري يعتمد بشكل أكبر على السعر العالمي للذهب، مما جعل المعدن الأصفر يسجل قفزات ملحوظة.

توقعات أسعار الذهب المحلي وأرقام قياسية

سجل عيار 21، وهو الأكثر تداولاً في السوق المصري، تحركات سعرية لافتة خلال الساعات الأخيرة، حيث:

أكد واصف أن تخطي الذهب المحلي لمستوى 4900 جنيه للجرام منحه زخماً قوياً، مما دفعه لتجاوز المستهدف السابق عند 4950 جنيهاً مع بداية تداولات اليوم. ويستهدف الذهب حالياً الوصول إلى حاجز 5 آلاف جنيه للجرام، في ظل استمرار موجة الصعود.