لأول مرة يكشف الخبراء.. هذا هو الخطر الخفي للمقارنات بين الأطفال على بناء ثقة طفلك بنفسه وكيف تتجنبه نهائيًا

مع بداية كل عام دراسي، تظهر ظاهرة المقارنات بين الأطفال حول مقتنياتهم المدرسية، والتي تبدأ بملاحظات بسيطة لتتحول سريعًا إلى سلوك يؤثر سلبًا على نفسية الطفل وثقته بذاته. هذا السلوك، رغم كونه قديمًا، يتطلب وعيًا أسريًا حقيقيًا للتعامل معه مبكرًا لتجنب آثاره طويلة الأمد.

تأثير مقارنات الأدوات المدرسية على نفسية الأطفال وثقتهم بأنفسهم

تشير دراسات الخبراء النفسيين إلى أن الأطفال لا يولدون بميل فطري للمقارنة، بل يكتسبون هذا السلوك في الغالب من البيئة المحيطة بهم، وخصوصًا من الأسرة. تبدأ هذه المقارنات غالبًا بأشياء بسيطة مثل نوع الحقيبة المدرسية أو شكل الأقلام، ولكنها سرعان ما تتطور لتصبح جزءًا من تفكير الطفل اليومي. هذه الملاحظات المتكررة والتركيز على ما يمتلكه الآخرون يمكن أن يترك آثارًا نفسية عميقة، تؤدي إلى تذبذب ثقة الطفل بنفسه وتؤثر على شعوره بالرضا والتقدير لذاته وممتلكاته الخاصة.

اقرأ أيضًا: الخيار الذكي لمائدة الغداء.. وصفة بيتزا التونة والخضار الاقتصادية التي تسد جوعك وتوفر جيبك

دور الأسرة في ترسيخ سلوك المقارنة بين الأبناء

يؤكد الخبراء أن الآباء والأمهات قد يساهمون في ترسيخ سلوك المقارنة لدى أبنائهم دون قصد، وذلك عندما يقارنون أنفسهم أو أطفالهم بالآخرين، سواء كان ذلك بخصوص الوضع المالي أو الاجتماعي أو حتى الإنجازات الدراسية. عندما يرى الطفل والديه يقيسان النجاح وفقًا لما يمتلكه أو يحققه الآخرون، فإنه يتبنى هذا المنطق ويبدأ بتطبيقه على أدق تفاصيل حياته، بما في ذلك أدواته المدرسية ومظهره الخارجي. هذا التشرب لسلوك المقارنة يجعل الطفل يربط قيمته الذاتية بما يمتلكه من أشياء مادية، بدلاً من التركيز على قدراته وإمكانياته الفردية.

نصائح عملية للتعامل مع مقارنات الأطفال وتعزيز ثقتهم الذاتية

لمواجهة تأثير المقارنات السلبي على الأطفال وتنمية شعورهم بالثقة بالنفس، يقدم الخبراء النفسيون عدة خطوات تربوية فعالة يمكن للأسرة تطبيقها:

اقرأ أيضًا: تطور جديد: مفاجأة غير متوقعة في قضية هدير عبد الرازق | ماذا يحدث بملف “خدش الحياء”؟

  • منح الطفل حرية اختيار أدواته المدرسية، مما ينمي شعوره بالاستقلالية والرضا عن ممتلكاته الشخصية.
  • التركيز على القيم الجوهرية للتعليم، وغرس قناعة بأن النجاح الحقيقي يعتمد على الجهد والمثابرة لا على المظهر الخارجي أو المقتنيات المادية.
  • تعليم الطفل ثقافة الامتنان وتقدير ما يمتلكه، مهما بدا بسيطًا، بدلاً من التطلع لما في أيدي الآخرين.
  • تجنب أي نوع من المقارنات داخل المنزل بين الطفل وإخوته أو أقاربه، والعمل على إبراز مواهبه وخصائصه الفردية الفريدة.

ثمار التوقف عن المقارنات: طفل أكثر توازنًا وسعادة

عندما يتعلم الطفل التوقف عن النظر لما لدى غيره والتركيز على تقدير ما يمتلكه، فإنه يصبح أكثر ثقة بنفسه وأكثر توازنًا على الصعيد النفسي. هذا التوجه يقلل من احتمالية شعوره بالقلق الاجتماعي أو تعرضه للتنمر. إن بناء طفل واثق بنفسه ومتزن يتطلب جهدًا مشتركًا، فالمسؤولية لا تقع على الطفل وحده، بل تمتد لتشمل البيئة المحيطة به من أسرة ومدرسة وأصدقاء، لغرس قيم الرضا والتقدير الذاتي بدلاً من ثقافة المقارنة.

اقرأ أيضًا: أمل جديد لمرضى التصلب الجانبي الضموري.. روبوت مبتكر يعيد لهم القدرة على ممارسة الحياة اليومية