تراجع تاريخي.. سعر الدولار يخالف التوقعات ويربك الأسواق قبل حسم مصير الفائدة

سجل الدولار الأمريكي اليوم الثلاثاء تراجعًا ملحوظًا ليصل إلى أدنى مستوياته في شهرين ونصف أمام اليورو، وأدنى مستوى له في 10 أشهر مقابل الدولار الأسترالي، وذلك في ظل ترقب الأسواق لقرار الاحتياطي الفيدرالي بشأن سعر الفائدة هذا الأسبوع ودعوات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتيسير السياسة النقدية بشكل كبير.

تراجعات حادة للدولار قبيل قرار الفيدرالي

شهد الدولار الأمريكي انخفاضًا يقترب به من أدنى مستوى في أكثر من شهرين مقابل الجنيه الإسترليني. يأتي هذا التراجع في الوقت الذي تتوقع فيه الأسواق بشكل واسع خفضًا لسعر الفائدة لا يقل عن 25 نقطة أساس غدًا الأربعاء، مع وجود احتمال ضئيل لخفض أكبر يصل إلى 50 نقطة أساس. وقد تراجع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام سلة من ست عملات رئيسية، إلى 97.161 نقطة وهو أدنى مستوى له منذ الرابع والعشرين من يوليو الماضي.

توقعات خفض أسعار الفائدة وتأثير دعوات ترامب

تتجه التوقعات نحو وصول إجمالي تخفيضات أسعار الفائدة إلى 67 نقطة أساس حتى نهاية العام الجاري، وقد يرتفع هذا الرقم إلى 81 نقطة أساس بحلول يناير المقبل. وفي سياق متصل، دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في منشور له على وسائل التواصل الاجتماعي يوم أمس الإثنين، رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي جيروم باول إلى خفض “أكبر” لسعر الفائدة، محذرًا من المخاطر المحتملة التي قد تهدد أسعار سوق الإسكان.

أداء العملات الرئيسية أمام الدولار الأمريكي

تأثر أداء الدولار الأمريكي مقابل العملات الرئيسية الأخرى بشكل كبير بهذه التطورات، حيث سجلت العديد من العملات ارتفاعًا ملحوظًا.

وقد جاء ارتفاع اليورو قبل صدور بيانات استطلاع معهد “زد.إي.دبليو” الألماني للأبحاث الاقتصادية، بالإضافة إلى بيانات التضخم في أسعار المستهلكين بإيطاليا. كما استفاد الدولار الأسترالي من صعود أسواق الأسهم الآسيوية التي تبعت المكاسب القوية في وول ستريت الليلة الماضية.

سياسات البنوك المركزية الأخرى

تترقب الأسواق أيضًا قرارات البنوك المركزية الأخرى هذا الأسبوع. فمن المقرر صدور بيانات التوظيف البريطانية اليوم الثلاثاء، قبل أن يعلن بنك إنجلترا سياسته النقدية يوم الخميس، حيث لا يُتوقع حدوث أي تغيير في أسعار الفائدة. أما بنك اليابان فمن المنتظر أن يعلن قراره بشأن السياسة النقدية يوم الجمعة، وسط توقعات واسعة بعدم رفع أسعار الفائدة هذه المرة.