فقدت مصر اليوم أحد أبطالها الحقيقيين، حيث لفظ خالد محمد شوقي، سائق واقعة إنقاذ محطة وقود العاشر من رمضان، أنفاسه الأخيرة قبل قليل داخل مستشفى “أهل مصر للحروق”. جاءت وفاته متأثرًا بحروق بالغة أصيب بها جراء الحريق المروع الذي اندلع في سيارة تحمل مواد بترولية. ومن المقرر أن يُنقل جثمان الفقيد إلى مسقط رأسه بمحافظة الدقهلية، تمهيدًا لتشييع الجثمان ودفنه في قريته.
لحظات البطولة: هكذا أنقذ خالد حياة المئات في العاشر من رمضان
تعود تفاصيل الواقعة إلى الأسبوع الماضي، حينما شب حريق مفاجئ داخل محطة وقود بمدينة العاشر من رمضان التابعة لمحافظة الشرقية. اندلعت النيران إثر انفجار خزان سيارة كانت تحمل مواد بترولية، نتيجة ارتفاع درجة حرارته بشكل خطير. كادت تلك اللحظات أن تتسبب في كارثة كبرى وأضرار جسيمة، خاصة مع تهديد النيران بالامتداد إلى المناطق السكنية المجاورة أو إلى خزانات الوقود الرئيسية في المحطة.
في تلك اللحظات العصيبة، لم يتردد السائق الشجاع خالد. اندفع بقلب لا يعرف الخوف إلى مقعد القيادة بسرعة فائقة، بينما كانت ألسنة اللهب تلتهم السيارة. انطلق بها خارج المحطة، مضحياً بنفسه لإبعاد الخطر عن المواطنين المتواجدين. بفضل شجاعته النادرة، نجح في إخراج السيارة المحترقة إلى الشارع الرئيسي، ليحول بذلك دون امتداد الحريق إلى خزانات الوقود الضخمة داخل المحطة، مما أنقذ حياة الكثيرين وممتلكاتهم. على إثر هذا العمل البطولي، تداول عدد كبير من المواطنين مقاطع فيديو وصورًا للسائق، مصحوبة بكلمات الإشادة والإعجاب بشجاعته. جرى نقله فورًا إلى مستشفى “أهل مصر للحروق” لتلقي العلاج اللازم، بعد أن كان محتجزًا في العناية المركزة بمستشفى محلي.
التحقيقات مستمرة.. تفاصيل تدخل الأمن والإسعاف بالشرقية
في سياق متصل، كانت مديرية أمن الشرقية قد تلقت إخطارًا يفيد باندلاع حريق ضخم داخل محطة وقود في العاشر من رمضان. على الفور، تم الدفع بـ 4 سيارات إطفاء، وتمكنت القوات من السيطرة الكاملة على الحريق. أسفر الحادث عن إصابة 4 أشخاص، كان من بينهم السائق البطل خالد. وقد جرى تحرير محضر بالواقعة، وأُحيلت القضية إلى النيابة العامة لاستكمال التحقيقات وكشف ملابسات الحادث.