صمود ملحوظ.. وزير المالية السعودي يكشف كيف يواصل اقتصاد المملكة مساره الطموح رغم التحديات العالمية
يواصل الاقتصاد السعودي مساره الطموح بقوة، مدعومًا بمبادرات رؤية المملكة 2030، وذلك في ظل اضطرابات اقتصادية عالمية وتوترات جيوسياسية متزايدة خلقت حالة من عدم اليقين. وقد أعلن وزير المالية محمد الجدعان أن سوق المال السعودي أصبح أحد الأسرع نموًا عالميًا، متجاوزًا قيمة 2.4 تريليون دولار، ما يؤكد قوة واستدامة القطاع المالي بالمملكة وقدرته على تجاوز التحديات.
نمو سوق المال السعودي ودور رؤية 2030 الطموحة
شهدت المملكة العربية السعودية استثمارات ضخمة ومتواصلة في تطوير قطاعها المالي لتعزيز قوته واستدامته، وهو ما انعكس بشكل مباشر على نمو سوق المال السعودية ووصول قيمتها إلى مستويات قياسية عالميًا. يأتي هذا التطور الملفت ضمن الأهداف الاستراتيجية لرؤية المملكة 2030، التي تسعى بشكل أساسي إلى تنويع مصادر الدخل الوطني وتقليل الاعتماد على النفط، من خلال ترسيخ مكانة المملكة كمركز مالي عالمي رائد ومهم. هذه الجهود تسهم في بناء اقتصاد أكثر مرونة واستقرارًا في مواجهة التقلبات الاقتصادية الدولية.
تسارع نمو التقنية المالية وتعزيز الابتكار في المملكة
أشار وزير المالية إلى أن قطاع التقنية المالية في السعودية يشهد نموًا متسارعًا وغير مسبوق، حيث تعمل في المملكة اليوم نحو 280 شركة متخصصة في هذا المجال الحيوي. تسهم هذه الشركات بفعالية في تعزيز الابتكار المالي وتوسيع نطاق الخدمات المالية الرقمية لتشمل شرائح أوسع من المجتمع. كما أكد الجدعان أن استضافة الرياض لمؤتمر Money 20/20 الشرق الأوسط تعد دليلًا واضحًا على التزام المملكة العميق بدعم الابتكار وريادة الأعمال، وتعكس مكانتها المحورية كمركز رئيسي لمستقبل التقنية المالية في المنطقة بأسرها.
استراتيجية المملكة في مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية
شدد الجدعان على أن الاقتصاد العالمي يمر حاليًا بمرحلة حرجة تتسم بتراجع معدلات النمو التاريخية وارتفاع مستمر في أسعار الفائدة، بالإضافة إلى التوترات الجيوسياسية والتجارية التي فاقمت حالة عدم اليقين. ومع ذلك، أوضح أن المملكة اختارت لنفسها مسارًا تنمويًا طموحًا يرتكز على الاستثمار المكثف في القطاعات الاستراتيجية وتنويع الاقتصاد بشكل شامل. هذا النهج الاستباقي يعزز قدرة السعودية على مواجهة تلك التحديات المعقدة والتأقلم بفعالية مع المتغيرات الاقتصادية والسياسية على الساحة الدولية.
إن الإنجازات التي حققها الاقتصاد السعودي خلال السنوات القليلة الماضية تعكس رؤية واضحة وإرادة سياسية قوية نحو بناء اقتصاد متنوع ومستدام، يتمتع بقدرة تنافسية عالية على الصعيد العالمي ويستطيع مواجهة الصدمات بكفاءة. ويؤكد هذا المسار التزام المملكة الراسخ بتهيئة بيئة استثمارية جاذبة وقوية تدعم رواد الأعمال والشركات الناشئة، مما يسهم في ترسيخ مكانة السعودية كقوة اقتصادية إقليمية وعالمية مؤثرة.